المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغضب


قَـلـبْღ
03-04-2024, 11:28 AM
. . الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى
الحمد لله الذي ميزنا بالعقل عن بقية المخلوقات
بين لنا الحق والباطل والخير والشر وبين لنا السبيل وترك لنا الاختيار إما نشكر أو نكفر
وبث فينا أحاسيس ومشاعر وترك لنا حرية التصرف بها وحرية ترويض النفس إما على محاسن الأخلاق أو على سيئها
وبعث لنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فبين لنا كل ما يحبه الله أو يكرهه من الأفعال والأقوال
وكل ما يقربنا من الجنة وكل ما يبعدنا عن النار
وحذرنا من أشياء قد تنغص علينا حياتنا وتحق حسناتنا
ومن أهم الأشياء التي حذرنا منها الغضب
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وآله وسلم ( أوصنى قال : لا تغضب فردد مراراً قال لا تغضب.
قال ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله)
الراوي: رجل من أصحاب النبي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/72
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

فما هو الغضب؟
يُعرَّف الغضب بأنه: " ثورانٌ في النفس يحملها على الرغبة في البطش والانتقام "
ومع أن الغضب طبعٌ بشريٌ فطريٌ فكانت الوصية لتحجيم هذا الغضب وعدم الانقياد خلفه والمحاولة في كظمه

أعوذ بالله من الغضب أنه يذهب بالحلم وبالعقل ويجعلنا نتكلم كلاما ما أنزل الله به من سلطان أو نتصرف تصرفات غير لائقة من سب وشتم وغيرها من أشياء تجعلنا نفقد هيبتنا أمام الآخرين
وبالغضب تعمى البصائر فتتجنب الحق ولا تقبله وتقول بالباطل
هذا إضافة لما يلحق بالغضبان من أثر جسدي سيء فالغضب يؤدي إلى ارتفاع الضغط وقد يؤدي إلى الجلطات أو إلى إجهاد القلب والرئة وغير ذلك من الآثار السلبية.
ونتيجة لما سبق فقد يؤدي إلى قطع الأرحام وزيادة العداوات بين الناس ولذلك كانت النصيحة النبوية من معلم الخير صلى الله عليه وسلم لا تغضب
ولذلك كان من أهم الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه ،وبين أن جزاؤهم الجنة :
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)} آل عمران .
وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم القوي من يملك نفسه عند الغضب
(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 4/364
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهناك سؤال يطرح نفسه: هل الغضب دائما مذموم؟ والإجابة: طبعا لا .
فالغضب نوعان: محمود ومذموم
المذموم: هو ما يكون لأسباب يمكن تداركها ولا تحتاج إلى الغضب .
أما المحمود: فمن يغضب لانتهاك حرمات الله أو دفاعا عن ماله وعرضه وغيرها, فهذا غضب محمود ويذم تاركه.

والآن نأتي للعلاج :

كيف نستطيع أن نتغلب على غضبنا؟
أولاً: - بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأعراف:200]

- ذكر الله فهو مذهبة لكل شر
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُون) [الأعراف:201].
- تغيير الوضع إذا كنا واقفين نجلس وإن كنا جلوسا نضطجع .

- السكوت فإنه حبس للسان عن نطق ما لا يليق
(علموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 4/191
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

- الوضوء

فإن الغضب من الشيطان, والشيطان خلق من نار, فإطفاؤه يكون بالماء
(إن الغضبَ من الشيطانِ وإنَّ الشيطانَ خُلق من النارِ وإنما تطفأُ النارُ بالماءِ فإذا غضِب أحدُكم فليتوضَّأْ.)
الراوي: عطية السعدي المحدث: ابن باز - المصدر: حاشية بلوغ المرام لابن باز - الصفحة أو الرقم: 792
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

- التفكر في ثواب كظم الغيظ
(من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا)
الراوي: أبو هريرة المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 403
خلاصة حكم المحدث: حسن

(قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب ولك الجنة)
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/73
خلاصة حكم المحدث: أحد إسناديه رجاله ثقات

- تدريب النفس على كظم الغيظ, فإنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم .

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ونسالك كلمة الحق في الغضب والرضا
واجعلنا يارب هينين لينين ومتعنا يارب بالحلم وزينا بالعافية








نص السؤال:

أنا إنسان عصبي جدًّا، فأكثر من الحلف بالله عندما أغضب، أحيانًا أقسم بأن أفعل شيئًا ثم لا أفعله، وأحيانًا أقسم بأن لا أفعل شيئًا ثم أفعله، ولا أعرف كم عدد المرات التي أقسمت بها، وقد عاهدت الله في صلاتي بأن لا أعود مرة أخرى إلى ذلك الشيء، وأنني لا أقسم عندما أكون غاضبًا جدًّا، وإذا أقسمت وأنا بحالتي هذه أنفذ القسم؛ ما حكم القسم في المرات التي لا أبر بها، علمًا بأنني لا أعرفها؟ وبماذا تنصحونني جزاكم الله خيرًا؟


نص الجواب:


الحمد لله
الحلف بالله أمره عظيم، يجب احترامه، ولا يجوز الإكثار من الحلف.
قال الله تعالى: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ} [سورة المائدة: آية 89.]
قيل: معناه: لا تحلفوا.
وقال تعالى: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ} [سورة القلم: آية 10.].
فعليك بالتوبة من ذلك، وأن لا تحلف إلا عند الحاجة إلى الحلف، وإذا حلفت؛ فبر بيمينك، وإذا حنثت في اليمين؛ فكفر عنها إذا كانت مما يشرع منه الكفارة، وهي اليمين التي تكون على شيء مستقبل ممكن، كأن تحلف لتفعلن كذا أو لا تفعل كذا، ثم خالفت يمينك، أما اليمين على الماضي وأنت كاذب؛ فهي اليمين الغموس التي ليس فيها كفارة، وإنما فيها التوبة إلى الله، وعدم العودة إليها.
ومادمت لا تعرف نوع الأيمان التي حلفتها سابقًا، وهل هي مما تشرع فيه الكفارة أو لا، ولا تعرف عددها؛ فالواجب عليك التوبة والاستغفار وحفظ اليمين في المستقبل، وليس عليك غير ذلك. والله أعلم.

همسة
03-04-2024, 01:48 PM
جزاك الله خير

نورة
03-04-2024, 05:52 PM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً

وإنتقِاءَ رآِئعْ

تِسَلّمْ الأيَادِيْ

ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك


تحياتي2

المهره♕
03-04-2024, 06:33 PM
جزاك الله كل خير
طرح قييم
لاحرمك الاجر والثواب
/*