المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى : (( وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بص


نور
04-24-2024, 06:52 AM
قال الله تعالى: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله )) هذه خلها بعد لأننا ما كملناها تقولون؟ طيب. قال تعالى: (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ))(( ما )) شرطية و(( تقدموا )) فعل الشرط و(( تجدوه )) جواب الشرط، وقوله: ((وما تقدموا لأنفسكم)) يعني أن الإنسان إذا قدم خيرا فإنما يقدمه لنفسه، ولهذا ليس له من ماله إلا ما أنفق، فما أخره فهو لوارثه، فلما قال: (( وآتوا الزكاة )) قال: (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه )) فأنت إذا قدمت شيئا من مالك من زكاة أو صدقة مستحبة أو نفقة واجبة فإنك قدمته لنفسك، وما أخرته، أخرته لمن؟ للوارث لوارثك، وفي قوله: (( لأنفسكم )) ترغيب وإغراء بالتقديم لأنك تقدم لنفسك وما بقي فلوارثك، وقوله: (( من خير )) هذه نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم أي خير قدمت لإنسان كثيرا كان أو قليلا فإنك ستجده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) شق تمرة يعني نصفها يمكن نصف تمرة تقي الإنسان من النار وهذا خير عظيم. وقوله سبحانه وتعالى: (( تجدوه عند الله )) مأخوذ من الوجود يعني أنكم أن تلقونه عند الله متى؟ يوم القيامة، يوم القيامة مدخرا لكم وذلك أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة كما قال تعالى: (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء )) يعني فيه أيضا وراء ذلك.وقال الله تعالى: (( إن الله بما تعملون بصير ))

(( إن الله )) هذه جملة مؤكدة بإن مع أن الخطاب ابتدائي، إذ أنه لم يوجه إلى متردد ولا منكر والخطاب إذا لم يوجه إلى منكر ولا متردد فإنه يسمى يا رشيد يسمى ابتدائيا، والابتدائي ليس يؤكد ما أحد يؤكده،
لكن ذكرنا عدة مرات أن الخطاب الابتدائي قد يؤكد لا بحال اعتبار حال المخاطب ولكن باعتبار أهمية مدلوله، فهنا له أهمية عظيمة أن الله يذكرنا سبحانه وتعالى أنه بكل ما نعمل بصير، وقوله: (( بما تعملون )) ما اسم موصول يفيد العموم،

بما نعمل قلبيا وبدنيا قوليا وفعليا لأن القلوب لها أعمال مثل المحبة والخوف والرجاء والرغبة وما أشبه ذلك، كل ما نعمل قلبيا وبدنيا فعليا وقوليا فإن الله تعالى بصير به، وقوله: (( بما تعملون )) متعلقة بأيش؟ ببصير، فلماذا قدمت عليها؟

لغرضين: الغرض الأول: قد يكون مراعاة الفواصل لأن ما قبلها الفاصلة بالراء
(( قدير )) وبعدها (( بصير ))، وقد يكون أن التقديم من أجل الحصر والحصر هنا وإن كان يقلل من العموم لكنه يفيد الترهيب، الترهيب والترغيب أيضا كلها أرجوا الانتباه أنه إذا قيل:

أيما أولى أن نقول أن الله بصير بكل شيء مما نعمل ومما لا نعلم؟
أو أنه بصير بما نعمل فقط أيهما أعظم؟ الأول أعظم، فلماذا قدم المعمول ونحن نقول إن المعمول تقديمه يفيد الحصر؟
قلنا: فائدة الحصر عظيمة وهي تحذير الإنسان أو ترغيبه كأنه يقول لولم يكن الله بصيرا إلا بأعمالكم فإنه يكون بصيرا، مثل ما يقول الإنسان الذي يهدد ابنه اذهب فأنا أعلم ما تقول والأب عنده علم بما يقول وبما لا يقول،

لكنه يقوله له على سبيل التهديد وقد يكون على سبيل الترغيب، فهنا نقول فائدة الحصر مع أنه يقلل من العموم هو أيش؟
الترغيب أو الترهيب حتى نرغب كأن الله تعالى لو لم يكن بصيرا لكان بصيرا بأعمالنا ولا بد، وقوله: (( بما تعملون بصير )) هل هو من البصر الذي هو رؤيا العين أو من الإبصار الذي هو العلم؟
الثاني، لأننا ذكرا أن قوله: (( بما تعملون )) يشمل العمل القلبي والبدني والعمل القلبي لا تتعلق به الرؤية، فيكون المراد بالبصير هنا أيش؟

(( البصير )) يعني العليم و(( إن الله بما تعملون بصير )) .

همسة
04-24-2024, 01:44 PM
جزاك الله خير

الأمير
04-27-2024, 07:21 AM
يُعْطِيكَم الْعَافِيَةُ
دُمْتُم بِهَذَا الْعَطَاءِ الْمُسْتَمِرِّ
أسْعدنَى الرَّدَّ عَلَى مَوَاضِيعِكُمْ
وَالتَّلَذُّذَ بِمَا قَرَأَتْ وَشَاهَدَتْ
تَقْبَلُوا خَالِصَ اِحْتِرَامِي
لِأَرْوَاحَكُمِ الجميله
وَدُمْتُم بِسَعَادَةِ دَائِمَةِ
http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif