منتدى امسيات

منتدى امسيات (http://www.omssyat.com/vb/index.php)
-   نفحات قرآنية (http://www.omssyat.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   تفسير قوله تعالى: {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب (http://www.omssyat.com/vb/showthread.php?t=3705)

عاشق الغاليه 03-30-2024 09:41 PM

تفسير قوله تعالى: {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب
 
تفسير قوله تعالى:

﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ... ﴾


قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 49].

هذا من نعمة الله تعالى على بني إسرائيل يذكِّرهم عز وجل بها؛ ليشكروه عليها، وهي إنجاؤهم من آل فرعون؛ لأن النعمة على أسلافهم وآبائهم نعمةٌ عليهم، والنعم منها ما هو جلبُ نِعَمٍ محض، ومنها ما هو دفع نقم، كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [الأعراف: 141].

قوله: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾؛ أي: واذكروا إذا أنجيناكم؛ أي: حين أنقذناكم وخلَّصناكم بصحبة موسى عليه السلام من آل فرعون، كما قال تعالى في سورة إبراهيم: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 6].

وقوله: ﴿ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾؛ أي: من فرعون ومَلَئِه وجنوده، و"فرعون" ملكُ مصر الذي ادَّعى الربوبية والألوهية في عهد موسى عليه السلام.

﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾حال؛ أي: حال كونهم يسومونكم سوء العذاب، أو مستأنفة؛ أي: وكانوا يسومونكم سوء العذاب؛ أي: يذيقونكم ويولونكم سوء العذاب ويُذِلُّونكم، يقال: سامَهُ خسفًا إذا أذلَّه واحتقره.

و﴿ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ أشده وأفظعه وأقبحه، وما يسوءهم من العذاب.

﴿ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾: بيان وتفسير لقوله: ﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾، وفي سورة إبراهيم: ﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾ [إبراهيم: 6] بعطف ﴿ وَيُذَبِّحُونَ ﴾ عطفًا للخاص على العام.

قوله: ﴿ يُذَبِّحُونَ ﴾ بالتشديد، المبالغة في الذبح لكثرة من يذبحون من بني إسرائيل، وتشديدهم في ذبحهم، وفي الآية الأخرى: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4]، وفي سورة الأعراف: ﴿ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ ﴾ [الأعراف: 141]، والتقتيل المبالغة في القتل لكثرة من يقتلون، وتشديدهم في قتلهم، والقتل هو الذبح، أو أنهم يذبحون بعضهم، ويقتلون بعضًا بغير الذبح.

والمراد بأبنائهم أطفال بني إسرائيل، فيقتلون الأبناء الذكور استئصالًا لنسل بني إسرائيل، وخوفًا من نموِّهم، وقيل: المراد بقوله: ﴿ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ ﴾ الرجال؛ لمقابلته بقوله:
﴿ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾؛ أي: ويستبقون نساءكم أحياءً يستعبدونهن لضعفِهنَّ، فهم بين مذبوح مقتول، وبين مستبقًى ذليلٍ متسلَّط عليه، مرهق بالأعمال الشاقة، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الدخان: 30، 31].

وهذا مما يدل على شدة عداوة فرعون وقومه لبني إسرائيل، وخاصة بعد مبعث موسى عليه السلام، كما قال فرعون لما جاءه موسى بالبينات: ﴿ اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ﴾ [غافر: 25].

وقال: ﴿ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ﴾ [الأعراف: 127].

ولهذا قال موسى عليه السلام لقومه: ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].

وقيل: إن هذا التقتيل كان قبل بعثة موسى أو قبل ولادته؛ لأن فرعون رأى رؤيا مفادها أن زوال مُلكِه يكون على يد رجل من بني إسرائيل، وقيل: إن الكهنة قالوا له ذلك، وقيل غير ذلك[1].

واستدل على هذا بقوله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ﴾ [القصص: 7]، وقوله تعالى: ﴿ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ﴾ [طه: 38، 39]، وقوله تعالى: ﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ﴾ [الأعراف: 129].

﴿ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾: البلاء: الاختبار، ويكون بالخير والشر، كما قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: ﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 168].

قال زهير[2]:
جزى اللهُ بالإحسانِ ما فعلا بكم *** وأبلاهما خير البلاء الذي يَبْلُو

والإشارة في قوله: ﴿ ذَلِكُمْ ﴾ ترجع إلى الإنجاء؛ أي: وفي إنجائكم من آل فرعون ابتلاء وإنعام وإحسان من ربكم، يوجب عليكم شكره والقيامَ بأمره.

وقد تعود الإشارة إلى سَوْمِ آل فرعون لهم سوءَ العذاب، بتذبيح أبنائهم واستحياء نسائهم؛ أي: وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم؛ ليعلم مقدار صبركم.

أو يعود إلى الأمرين جميعًا؛ ليعلم من يشكر ومن يصبر ممن هو بخلاف ذلك.

قال تعالى مبينًا ما أحلَّه من العقوبة بفرعون وقومه، ومذكِّرًا لبني إسرائيل بما أنعم الله به عليهم: ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 57 - 66].

وقال تعالى: ﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ * كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ [الدخان: 23 - 28].

وقال تعالى: ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 136، 137].

[1] انظر "جامع البيان" (1/ 646- 650).

[2] انظر: "ديوانه" ص109

نورة 03-30-2024 11:57 PM

لك كل الشكر والتقدير

على ما نقلت من موضوع قيم

يعطيك العافية

وفي انتظار جديدك الراقي

تحياتي وودي ووردي

https://i.pinimg.com/originals/85/35...6c2b0d4d13.gif
.
.

المهره♕ 03-31-2024 01:30 AM

جزآك الله خيرا
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
وَ جعله في ميزآن حسناتك ..

الأمير 03-31-2024 09:04 AM

.
.
.
.
أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ..
دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم
الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ ،
لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ .
http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif

الراقية ♔ 04-02-2024 08:21 AM

جزاك الله كل خير
و بارك الله فيك

همسة 04-02-2024 08:21 PM

جزاك الله خير

عاشق الغاليه 04-03-2024 01:43 AM

الجميل هو حضوركم
لي الشرف
اشكرك جزيل الشكر
كل الموووووده والتقدير


الساعة الآن 09:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant