منتدى امسيات

منتدى امسيات (http://www.omssyat.com/vb/index.php)
-   نفحات من السنة النبوية (http://www.omssyat.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   العبودية لله وصف تكريم وثناء (http://www.omssyat.com/vb/showthread.php?t=6445)

نزف القلم 04-24-2024 09:32 PM

العبودية لله وصف تكريم وثناء
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أعلى مقامات الإنسان أن يكون عبداً لله تعالى، كما قال ابن تيمية - رحمه الله: (وكلَّما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله، وعلت درجته، ومَنْ تَوَهَّم أنَّ المخلوق يخرج من العبودية بوجه من الوجوه، أو أنَّ الخروج عنها أكمل، فهو من أجهل الخلق، بل من أضلِّهم، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 26، 27])[1].
(والتقدير: بل الملائكة عبادٌ مُكْرَمون، أي: أكرمهم الله برضاه عنهم، وجعلهم من عباده المقربين، وفضَّلهم على كثير من خلقه الصالحين)[2]. فالملائكة - عليهم السلام - بسبب اصطفاء الله لهم، وإكرامه إياهم بالعبودية، لهم منازل عالية، ومقامات سامية، وهم في غاية الطاعة لله تعالى قولاً وفعلاً[3].
فالعبوديةُ وصْفُ تكريمٍ ومدحٍ وثناء، ولذا وصَفَ الله تعالى جميع أنبيائه المصطفين بالرسالة بالعبودية في آيات كثيرة، ومنها: قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنْ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ ﴾ [ص: 45-47]. وقوله تعالى: ﴿ لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 172].
وُصِفَ النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف المقامات:
وقد كان وصْفُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالعبودية من أحبِّ الأوصاف إليه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه من أعلى المقامات التي يصل إليها المرء في دنياه، وكلَّما ارتقى العبد سُلَّمَ الطاعة لله، ارتقى معه إلى مقامٍ أعلى من مقامات العبودية، ولمَّا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعظمُ الخلق وأحبُّهم إلى الله تعالى، فقد وصل إلى أعلى مقامات العبودية؛ لذا خاطبه الله تعالى بالعبودية في أشرف المقامات وأعلاها منزلةً وحقيقة؛ في السماء العُليا، ليلة الإسراء والمعراج؛ لِتَجْتَمِعَ لديه المنزلةُ المعنوية المتمثِّلة في مقام العبودية، والمنزلةُ المادية المتمثِّلة في العروج والترقِّي إلى مكانٍ لم يصل إليه بشر من قبله صلى الله عليه وسلم، كما وصفه بالعبودية في مقامات شريفة ومواقف عظيمة تأكيداً على عظمةِ مقامِ العبودية ورِفعةِ شأنِ مَنْ ناله، وذلك كما يلي:
وصفه بالعبودية عند ذِكر الإسراء به، كما في قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].
وفي وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية في هذا المقام العظيم، دليل على أن أعظم أوصافه صلى الله عليه وسلم قيامه بالعبودية التي لا يلحقه فيها أحدٌ من الأولين والآخرين[4].
(قال العلماء: لو كان للنبي صلى الله عليه وسلم اسمٌ أشرفَ منه، لسمَّاه به في تلك الحالة العلِيَّة... ولمَّا رفعه الله تعالى إلى حضرته السَّنية، وأرقاه فوق الكواكب العُلوية، ألزمه اسمَ العبودية تواضعاً للأُمَّة)[5].
ووصفه بالعبودية عند ذكر الإيحاء إليه؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: 10]. وقد كان الإيحاءُ في السماء، ليلة المعراج.
ووصفه بالعبودية عند إنزال الكتاب إليه؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ﴾ [الكهف: 1]. وتنزيل الفرقان عليه؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1].
ووصفه بالعبودية عند الامتنان على المؤمنين بإرساله إليهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 9].
ووصفه بالعبودية عند عصمة الله تعالى له في بدنه من القتل؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 36].
ووصفه بالعبودية عند قيامه بأشرف العبادات؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ [الجن: 19].
[1] العبودية، (ص http://www.ishqalyali.com/vb/67).
[2] التحرير والتنوير، (17/50).
[3] انظر: تفسير ابن كثير، (3/177).
[4] انظر: تفسير السعدي، (ص 46).
[5] تفسير القرطبي، (10 /205).
د. محمود بن أحمد الدوسري

همسة 04-25-2024 07:25 AM

جزاك الله خير

نور 04-25-2024 09:16 AM

بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

الأمير 04-27-2024 07:10 AM

يُعْطِيكَم الْعَافِيَةُ
دُمْتُم بِهَذَا الْعَطَاءِ الْمُسْتَمِرِّ
أسْعدنَى الرَّدَّ عَلَى مَوَاضِيعِكُمْ
وَالتَّلَذُّذَ بِمَا قَرَأَتْ وَشَاهَدَتْ
تَقْبَلُوا خَالِصَ اِحْتِرَامِي
لِأَرْوَاحَكُمِ الجميله
وَدُمْتُم بِسَعَادَةِ دَائِمَةِ
http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif

نور القلب 04-28-2024 05:37 PM

جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم

وجعلكم من أهل جنات النعيم

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...fd95ddedf8.gif


الساعة الآن 11:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant

اختصار الروابط