عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-08-2024, 08:56 AM
جلال الدين غير متواجد حالياً
Iraq     Male
SMS ~
أوسـمـتـي
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 62
 تاريخ التسجيل : Mar 2024
 فترة الأقامة : 97 يوم
 أخر زيارة : 06-06-2024 (02:06 AM)
 المشاركات : 184,715 [ + ]
 التقييم : 176069
 معدل التقييم : جلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

أوسـمـتـي

افتراضي الْعَظِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ









الْعَظِيمُ
جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (العَظِيمِ):
العَظِيمُ فِي اللُّغَةِ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ لَمِنِ اتَّصَفَ بَالعَظَمَةِ، فِعْلُهُ عَظُمَ يَعْظُمُ عِظَمًا، يَعْنَى: كَبُر وَاتَّسَعَ وَعَلَا شَأَنُهُ وَارْتَفَعَ.

وَلِفُلانٍ عَظَمَةٌ عِنْدَ النَّاسِ؛ أَيْ: حُرْمَةٌ يُعَظَّمُ لَهَا.
وَأَعْظَم الأَمْرَ وَعَظَّمَهُ فَخَّمَهُ، وَالتَّعْظِيمُ التَّبْجِيلُ.
وَالعَظِيمَةُ النَّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ وَالمُلِمَّة إِذَا أَعْضَلَتْ.

وَالعَظَمَةُ الكِبْريَاءُ.
وَعَظَمَةُ العَبْدِ كِبْرُه المَذْمُومُ وَتَجَبُّرُهُ، وإِذَا وُصِفَ العَبِدُ بِالعَظَمَةِ فَهُوَ ذَمٌّ؛ لأَنَّ العَظَمَةَ فِي الحَقِيقَةِ للهِ عز وجل[1]، وَعِنْدَ البُخَارِيِّ فِي الأَدَبِ المُفْردِ، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ أَوِ اخْتَالَ فِي مِشيَتِهِ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانٌ»[2].

وَاللهُ عز وجل هُوَ العَظِيمُ الذِي جَاوَزَ قَدْرُهُ حُدُوَدَ العَقْلِ، وَجَلَّ عَنْ تَصَوُّرِ الإِحَاطَةِ بِكُنْهِهِ وَحَقِيقَتِهِ، فَهُوَ العَظِيمُ الوَاسِعُ، الكَبِيرُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَتِه، فَعَظَمَةُ الذَّاتِ دَلَّ عَلَيْهَا كَثِيرٌ مِنَ النُّصُوصِ؛ مِنْهَا:
مَا وَرَدَ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ فِي الكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، وَفَضْلُ العَرْشِ عَلَى الكُرْسِيِّ كَفَضْلِ تِلْكَ الفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الحَلْقَةِ»[3].

وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مَوْقُوفَا: «الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَينِ، وَالعَرْشُ لَا يَقْدرُ قَدْرَهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى»[4].

أَمَّا عَظَمَةُ الصِّفَاتِ فاللهُ عز وجل لَهُ عُلُوُّ الشَّأْنِ كَمَا قَالَ فِي كِتَابِهِ: ï´؟لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُï´¾ [الشورى: 11].

وَقَالَ أَيْضًا: ï´؟رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّاï´¾ [مريم: 65].

وَإِذَا كَانَ عَرْشُهُ قَدْ وَصَفَهُ بِالعَظَمَةِ وَخَصَّهُ بِالإِضَافَةِ إِلَيهِ، وَالاسْتِوَاءِ عَلَيْهِ، فَمَا بَالُكَ بِعَظَمَةِ مَنِ اسْتَوَى عَلَيْهِ وَعَلَا فَوْقَهُ؟!

وَيَنبغِي أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ عَظَمَةَ اللهِ فِي ذَاتِهِ لَا تُكَيَّفُ، وَلَا تُحَدُّ لِطَلَاقَةِ الوَصْفِ وَعَجْزِنَا عَنْ مَعْرِفَتِه، فَنَحْنُ لَمْ نَرَهُ، وَلَمْ نَرَ لَهُ مَثِيلًا، فَاللهُ عَظِيمٌ فِي ذَاتِهِ وَوَصْفِهِ وَجَلَالِ قَدْرِهِ كَمَا أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ[5].

وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ[6]:
وَرَدَ هَذَا الاسْمُ تِسْعَ مَرَّاتٍ مِنْهَا:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ï´؟ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ï´¾ [البقرة: 255].
وَقَوْلُهُ: ï´؟ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ï´¾ [التوبة: 129].
وَقَوْلُهُ: ï´؟ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ï´¾ [النمل: 26].
وَقَوْلُهُ: ï´؟ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ï´¾ [الواقعة: 96].

مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: «اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ ï´؟ الْعَظِيمُ ï´¾:
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَنَى العَظِيمِ فِي هَذَا المَوْضِعِ: المُعَظَّمُ، صُرِفَ المُفَعَّلُ إِلى فَعِيلٍ، كَمَا يُقَالُ: العَتِيقُ بِمَعْنَى المُعَتَّقِ.

فَقَوْلُهُ: ï´؟ الْعَظِيمُ ï´¾ مَعْنَاهُ: الذِي يُعَظِّمُهُ خَلْقُهُ وَيَهَابُونَهُ وَيَتَّقُونَهُ.

وَقَالَ آخَرونَ: بَلْ تَأْوِيلُ قَوْلِهِ: ï´؟ الْعَظِيمُ ï´¾ هُوَ أَنَّ لَهُ عَظَمَةً هِيَ لَهُ صِفَةٌ، وَقَالُوا: لَا نَصِفُ عَظَمَتَهُ بِكَيفِيَّةٍ، وَلَكِنَّا نُضِيفُ ذَلِكَ إِلَيهِ مِنْ جِهَةِ الإِثْبَاتِ، وَنَنْفِي عَنْهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى مُشَابَهَةِ العَظِيمِ المَعْرُوفِ مِنَ العِبَادِ؛ لأَنَّ ذَلِكَ تَشْبِيهٌ لَهُ بِخَلْقِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ.

وَأَنْكَرَ هَؤُلَاءِ مَا قَالَهُ أَهْلُ المَقَالَةِ التِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا.

وَقَالُوا: لَوْ كَانَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ مُعَظَّمٌ، لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ قَدْ كَانَ غَيرَ عَظَيمٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ، وَأَنْ يَبْطُلَ ذَلِكَ عِنْدَ فَنَاءِ الخَلْقِ، لأَنَّهُ لَا مُعَظِّمَ لَهُ فِي هَذِهِ الأَحْوَالِ.

وَقَالَ آخَرونَ: بَلْ قَوْلُهُ إِنَّهُ ï´؟ الْعَظِيمُ ï´¾ وَصف مِنْه نَفْسَهُ بِالعِظَمِ.

وَقَالُوا: كُلُّ مَا دُونَه مِنْ خَلْقِهِ فَبِمَعْنَى الصِّغَرِ، لِصِغَرِهِمْ عَنْ عَظَمَتِهِ» اهـ[7].

وَقَالَ الزَّجَاجِيُّ: «(العَظِيمُ): ذُو العَظَمَةِ وَالجَلَالِ فِي مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ عز وجل، كَذَلِكَ تُعَرِّفُهُ العَرَبُ فِي خُطَبِهَا وَمُحَاوَرَاتِهَا، يَقُولُ قَائِلُهُم: مَنْ عَظِيمُ بَنِي فُلانٍ اليَوْمَ؟ أَيْ: مَنْ لَهُ العَظَمَةُ وَالرِّئَاسَةُ مِنْهُمْ؟ فَيُقَالُ لَهُ: فُلانٌ عَظِيمُهُم، وَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ عُظَمَاءُ القَوْمِ أَيْ رُؤَسَاؤُهُمْ وَذَوُو الجَلَالَةِ وَالرِّئَاسَةِ مِنْهُم.

وَقَالُوا فِي قَوْلِهِ عز وجل: ï´؟ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ï´¾ [الزخرف: 31].

تَأْوِيلُهُ: هَلَّا أُنْزِلَ هَذَا القُرآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ رَجُلَينِ عَظِيمَينِ مِنَ القَرْيَتَيْنِ؟ أَيْ: كَانَ سَبِيلُه أَنْ يَنْزِلَ عَلَى عَظِيمٍ رَئِيسٍ، وَلَمْ يُرِيدُوا بِهِ عِظَمَ الخِلْقَةِ» اهـ[8].

وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الخَلْقِ إِنَّمَا يُعَظَّمُ بِمَعْنَى دُوَنَ مَعْنَى، وَاللهُ عز وجل يُعَظَّمُ فِي الأحْوَالِ كُلِّهَا.

فَيَنْبَغِي لِمَنْ عَرَفَ حَقَّ عَظَمَةِ اللهِ، أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ بِكِلمَةٍ يَكْرَهُهَا اللهُ، وَلَا يَرْتِكبُ مَعْصِيةً لَا يَرْضَاهَا اللهُ، إِذْ هُوَ القَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ»[9].















رد مع اقتباس