عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-15-2024, 01:40 PM
جلال الدين غير متواجد حالياً
Iraq     Male
SMS ~
أوسـمـتـي
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 62
 تاريخ التسجيل : Mar 2024
 فترة الأقامة : 95 يوم
 أخر زيارة : اليوم (02:06 AM)
 المشاركات : 184,715 [ + ]
 التقييم : 176069
 معدل التقييم : جلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond reputeجلال الدين has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

أوسـمـتـي

افتراضي لا تبطلوا أعمالكم، كالتي نقضت غزلها





الحمد لله على نعمة الإسلام، نشكره - سبحانه - أنْ جعلنا من أمَّة خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له
فرض علينا النصح لكل مسلم، ونهانا عن ارتكاب الآثام، وعد الصالحين بالخُلُود في جنة دار السلام، وتوعَّد الفجرة الجاحدين
بالنَّار دار الانتقام، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله القائل: ((... ومن وقع في الشُّبهات، وقع في الحرام))
صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الزحام.
أمَّا بعد:
أيها المسلمون والمسلمات، ضرب الله لنا مثلاً في القرآن - نحن أمةَ الإسلام - في ألا نبطل أعمالنا، وذلك بذكر قصَّة

"ريطة بنت عمرو"، التي كانت تغزل الصوف وجه النهار بقوة، ثم تنقضه آخره؛ قال تعالى:
﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ ﴾ [النحل: 92].
عبادَ الله:
ليس الدِّين أن تعبدوا الله كما تريدون، وأنتم عن حقيقة العبادة وسرِّها غافلون، وليس من الطَّاعة لله أنْ تعبدوه أيامًا

ثم تتخلوا عنها شهورًا وأنتم مُتساهلون، ولأحكام شرعه مهملون، وعن الوعد والوعيد ذاهلون، تحرِّمون وتحلون
ما شاءت لكم المصالح والأهواء، وتَجعلون وراء ظهوركم ما جاء به المرسلون، وأنتم تعلمون أنَّكم إلى ربِّكم ترجعون.
وقد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، وقد أفلح المؤمنون الذين هم عن اللَّغو والرفث معرضون، وقد أفلح المؤمنون

الذين يؤتون الزكاة وهم لها فاعلون، وقد أفلح المؤمنون الذين هم لفرجهم حافظون، ولأماناتهم وعهدهم راعون.
نعم، أيُّها المسلمون، لقد علم المؤمنون الصادقون غايةَ وجودهم في هذه الدُّنيا، فلم يغفلوا عن ربِّهم

القائل - سبحانه -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
عباد الله:
ليس من الإيمان إظهار الخير فيما تقولون، والتستر بالشر فيما تفعلون

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]
ورُبَّ مُصلٍّ زاحَمَ عُمَّار بيوت الله أيامًا وأسابيع، ثم تخلى عن الصلاة، وأسلم القيادة للهوى (وعادت حليمة إلى عادتها القديمة)
ورُبَّ مُصلٍّ لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، تردُّ عليه صلاته، وتقول: ضيَّعك الله كما ضيعتني، ورب إنسان ترى عليه
سمات الصلاح وآثار العبادة، وتظنه ملكًا كريمًا، وإذا اطلعت على حقيقته وجدته شيطانًا رجيمًا.
عباد الله:
إنَّ الدين الحق هو الوفاء بعهد الله، والاستمرار على طاعته والتماس مرضاته، وخير العمل ما دام وإن قلّ، وإنَّ الدين الحق

أن تعبد الله كأنك َّتراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك، وعلامة التقوى أن تترك ما حرم الله وإن اشتاقت له النفس
﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [يوسف: 53]، ويا لفوز مَن راقب ربه في السر والعلن، وأصلح باطنه وظاهره
وتدبر قول الله - تعالى -: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
وأنْعِم بالمسلم الذي يُداوم على صلاته؛ ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [المؤمنون: 9]، والذي يقف عند حدود الله

ولا يُتبع نفسَه هواها، يُحب في الله ويُبغض في الله، وإذا زلَّ أو أخطأ، طهَّر نفسه بماء التوبة والاستغفار، من غير عناد ولا إصرار
وإذا ذكر الله فاضت عيناه، وإذا سمع داعي الله، أجاب الدعوة ولبّاها، والكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
ولا ينسى نصيبه من الدُّنيا، ولا يقصر في عمل الآخرة؛ ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77].
عبادَ الله:
إنَّ طلبَ الحق بغير واجب، وطلب الزرع بغير حرث، وطلب الولد بغير زواج، وطلب النتائج بغير عمل، وطلب الجنة بغير طاعة -

إنَّما هو ضرب من الجنون، والمسلم العاقل هو الذي يجعل صلاته ونسكه، ومحياه ومماته لله ربِّ العالمين، فيعبد ربه في كل وقت
وفي كل الشهور، وينفق من ماله ابتغاء وجه ربه الأعلى، أمَّا الذي يعبد ربه أيامًا، وينساه شهورًا، فمثله كمثل "ريطة بنت عمرو"
التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، و﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الإسراء: 15].
أقول ما تسمعون، ونفعني الله وإيَّاكم بالقُرآن العظيم وبكلام سيد الأولين والآخرين، ويغفر الله لي ولكم ولمن قال: آمين.

_ الشيخ الحسين أشقرا.











رد مع اقتباس