الموضوع
:
حدثني أبي
عرض مشاركة واحدة
#
1
04-15-2024, 02:21 PM
SMS ~
أوسـمـتـي
لوني المفضل
Crimson
رقم العضوية :
62
تاريخ التسجيل :
Mar 2024
فترة الأقامة :
103 يوم
أخر زيارة :
06-12-2024 (04:26 PM)
المشاركات :
184,755 [
+
]
التقييم :
176069
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
أوسـمـتـي
كل الاوسمة
: 8
اجمالى النقاط
: 0
حدثني أبي
يحتوي
حدثني أبي
يحتوي
حدثني أبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن نظرة فاحصة مدققة لكثير من بيوت المسلمين اليوم ، ستطلعنا علي استقالة تربوية تُدمي القلوب ، سنري أن كثير من الآباء قد ظن أن الوظيفة المُثلي له في البيت أنه مُمثل لوزارة المالية ، بمعني أنه يسأل الزوجة ، كم تحتاجين من المال ؟ فتقول كذا وكذا ، فيعطيها عن طيب خاطر ، ولكنه قد تخلي عن أبوة التوجيه والتعليم ، لانشغاله بالتجارة والسفر ، بل وإن وجد بعض الوقت فإنه يقتله قتلاً بالجلوس أمام وسائل الإعلام الخائنة المُضللة التي لا ترقب في المؤمنين إلاً ولا ذمة ، التي تشيع الفاحشة في المؤمنين والمسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويزداد الألم والكمد عندما تُضاف إلي استقالة الأب استقالة أخري خطيرة ألا وهي استقالة الأم ، فتخرج الزوجة هي الأخري للعمل الذي لا تحتاج إليه أصلاً ، ولكن فقط لتخرج من البيت ، بدعوى أن البيت سجن مُؤبد والزوج سجانٌ قاهر ، فتخرج هي الأخرى ويترك كلاً منهم الأولاد ليقتاتوا قوتهم التربوي من وسائل التعليم ، ثم ينطلق الأولاد إلي الشوارع والطرقات وإلي أصحاب السوء ، فيشعر الأبناء باليتم التربوي :
إذ ليس اليتيم من أنتهي أبواه *** وخلفاه في هم الحياة ذليلاً
إن اليتيم من تري له أماً *** تخلت أو أبــاً مشغـــولاً
فهل حدّثت ولدك عن الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أي هل تكلمت مع ولدك عن الله وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعن السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً ، هل وضحت لولدك هذا المنهج الذي تحتاج إليه الأمة الآن .
فقم الآن - الآن الآن – وأملأ قلبك وقلب زوجتك وقلوب أولادك بعقيدة التوحيد وبالخوف والحب للعزيز المجيد وبالإتباع والطاعة النبي الحبيب الحميد ، فجميلٌ أن تجلس مع زوجتك وأولادك وأنتم تتناولون الطعام فتحدثهم عن قدرة الله عز وجل ، وتربط السبب (الطعام) بالمُسبب (الله عز وجل) .
إن النبي صلي الله عليه وسلم قد ربي أصحابه علي هذا المنهج الأصيل ، فانظروا عندما أردف الغلام الصغير خلفه ، أي أركبه خلفه علي ناقة واحدة ، وبدأه بالنصح والتوجيه ، ولم يستصغر سنه ؛ بل هو - بأبي هو وأمي – صلي الله عليه وسلم مربي وأسوة وقدوة وإمام ، بل ولخص للغلام المبارك ابن عباس العقيدة في تلك الكلمات المختصرة في حديث :" أحفظ الله يحفظك " الذي رواه الترمذي وأحمد وصححه شيخنا الألباني .
بل هي سمة المؤمنين والصالحين أجمعين ، انظروا إلي وصية يعقوب وهو علي فراس الموت كما قال تعالي :" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي " انظروا وهو علي فراش الموت يَطمئن علي عقيدة أولاده من بعده التي لطالما علَمهُم إياها ، فقَالُوا: " نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " ثم انظروا إلي الخليل عليه السلام أيضاً :" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " .
وانظروا إلي قوله عز وجل :" وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " أي والله إن الشرك لظلمٌ عظيم .
وكتب عمر إلى ابنه عبد الله :" أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنه من اتقاه وقاه ومن أقرضه جزاه ومن شكره زاده واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك " .
فأرجع الآن فحدث ولدك عن الله وعن رسول الله حتى نمشي خطوة نحو نصر الأمة ، فإن الأمة لن تُنصر بعد إذن الله ؛ إلا بالرجال الصادقون الأبطال ، الذين همهم بالنهار ذكر الله والصلاة وقراءة القرآن ، وهمهم بالليل الوقوف بين يديه والتضرع إليه ، حتى إذا أفترش الناس فراشهم ، قاموا هم وافترشوا بين يدي الله جباههم ، وتقربوا إلي ربهم ببكائهم ، ثم بعد دعائهم وصلاتهم وبكائهم ، يقولون : ربنا أصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراماً ، إنها ساءت مستقراً ومُقاماً ، فهم في خوفهم من ربهم ، كحال أهل الغفلة في أمنهم ، يتألمون لما حلّ بأمتهم ، ويتحسرون عما نزل بأهلهم وأقاربهم ، ولسان حال كل منهم : أنا السبب ، لو مِت لاستراح الناس ، فيسعون لنصر أمتهم ، ولطلب عزتهم أو شهادتهم ، يقولون : إما أن نملك رقابكم (أي الأعداء) أو نموت أعزاء ، فالمؤمن الحق لا يرضي بالذل إلا لله وحده عز وجلّ ، فحريٌ بهؤلاء أن يأتوا بالنصر لأمتهم وبالعزة لأنفسهم ، وبالمعذرة إلي ربهم ، فكانوا بالنهار فرسان ، وبالليل رهبان وكما قال الشيخ صفوت نور الدين – رحمه الله تعالي – في وصفهم :" فانتصروا علي شهواتهم وشيطانهم ، فقطعوا نهارهم في الجهاد فرساناً ، والليل في المحراب رهباناً ، فكان أُنسهم بربهم في ليلهم إذا هجعت الأصوات ، والتف الناس في البيوت نياماً ، صاروا هم لله قائمين يأنسون بصحبته ومناجاته . القرآن الكريم وِرْدُهم ، والصلاة بالليل شغلهم ، والبكاء بالليل شغلهم ، والبكاء متذكرين القيامة والحساب والدعاء خائفين من يوم اللقاء ، كل ذلك هو حالهم ، فإذا أصبح عليهم النهار خرجوا من ديارهم يأخذون من الدنيا بقدر المتزود في سفره ، إن كانوا في شغلها كانوا مع الشرع دائرين ، ولما أحل الله ملازمين ، وعن الحرام بل كل الشبهات متباعدين ، يخافون من أن يلوثوا صفحة بيضوها في ليلهم بالطاعات ، فيخافون من نظرة أو طرفة ، ويخافون من كلمة أو خطرة ، فإذا وقع منهم شيء من ذلك أسرعوا قائلين : رب قد أذنبت فاغفر لي . فإذا دعا داعي الجهاد بالسيف والقتال فهم في الجهاد وحلقاته ، خرجوا مسرعين يريدون ملاقاة رب أنسوا به الليل كله ، وحرصوا علي العمل في مرضاته وشرعه النهار كله ".
فهيا آبائي وأمهاتي ؛ بالسعي لتنالون شرف أبوة وأمومة هؤلاء الأبطال ، ولتحققون النصر لهذه الأمة ، ليُضاعف الله لكم الأجر ، ويجزيكم كثير الخير .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
منقوووووول
الموضوع الأصلي:
حدثني أبي
||
الكاتب:
جلال الدين
||
المصدر:
منتدى امسيات
نور القلب
معجب بهذا
المصدر:
منتدى امسيات
- من قسم:
نفحات إيمانية عامة
المصدر:
منتدى امسيات
- من قسم:
نفحات إيمانية عامة
زيارات الملف الشخصي :
366
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1,798.95 يوميا
جلال الدين
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى جلال الدين
البحث عن كل مشاركات جلال الدين