عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-31-2024, 11:53 AM
الراقية ♔ غير متواجد حالياً
أوسـمـتـي
 
 عضويتي » 100
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » 04-25-2024 (04:40 PM)
آبدآعاتي » 60,006
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » الراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond reputeالراقية ♔ has a reputation beyond repute
 آوسِمتي » وسام العيد  


/ نقاط: 0
 
Thumbs up قريش وإرهاب مساندي الدعوة





في محاولاتهم الجادة لإيقاف المد الإسلامي بدأ كفار مكة يأخذون خطوات عملية ومتدرِّجة في سبيل ضمان وتحقيق نتائج حاسمة وسريعة، وكانت المرحلة الأولى من مراحلهم في صدِّ الدعوة الإسلامية، ووقف المد الإسلامي، هي مرحلة المحاولات السِّلْمية، فعملوا على محاور عيديدة نستعرضها في مقالات متتابعة، وفي هذا المقال نستعرض المحور الأول، وهو:

إرهاب المساندين وتحييد موقفهم:

وبمعنى آخر سَلْب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ قوة قد تُسانده، أو تعضِّد موقفه، فكان هذا هو أول فعل لكفار قريش؛ وذلك في محاولة لإيقاف المد الإسلامي الزاحف، وكان الوحيد الذي أعلن نصرته لرسول صلى الله عليه وسلم هو أبو طالب، فذهبوا إليه وقالوا له كما يروي عقيل بن أبي طالب: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا.

وعلى الرغم من موقف أبي طالب الثابت في دفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه تأثَّر بعض الشيء بكلام كفار قريش له، فذهب معهم إليه، وقال له: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانتهِ عن أذاهم، وهنا رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء وقال: "تَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟" قالوا: نعم. قال: "فَمَا أَنَا بَأَقْدِرُ أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ عَلَى أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا بِشُعْلَةٍ". فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قطُّ، فارجعوا راشدين [1].

وإن هذا ليبرهن على أن صلابة الداعية، وثقته في الله عز وجل، وفي دينه، وتعظيمه لأمر الأمانة التي يحملها، ليلقي بآثاره وظلاله على مَنْ حوله، تلك الصلابة التي ما تبرح تنتقل انتقالاً طبيعيًّا من الداعية إلى أتباعه، وإلى أحبابه ومقربيه بعد ذلك؛ حتى لكأنها قد انتقلت إلى أبي طالب وهو لم يؤمن.

لقد ظهر أبو طالب في هذا الموقف مذبذبًا؛ ولكن رؤيته لإصرار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثباته على موقفه، جعلته يردُّ أهلَ الكفر، دون إجابة لطلبهم، على الرغم من أنه لا يرجو جنَّة، ولا يخاف نارًا، فكيف الحال إذن بالمؤمنين.

ثمَّ إن هذه الصلابة من الداعية -ولا شك- تؤثِّر سلبًا على أعدائه؛ فالعدوُّ المدجَّج بالسلاح صاحب القوَّة والسلطان والتمكين حينما يرى داعيةً صلبًا، مستمسكًا بمبادئه وإسلامه، فإنه ما يلبث أن يتزلزل كيانه، ويتضاءل حجمه، وينكمش أمام الداعية، مهما كان في هيئته الخارجية ممكَّنًا، وإنها لقاعدة: كلما رأيت العدو الذي أمامك يلحُّ في المفاوضات والمناظرات، ويُكْثِر من الحراسة والتحصينات، فاعلم علم اليقين أنه يخافك أكثر مما تخافه؛ فلا تهتز.

ومن هنا فقد باءت المحاولة السلمية الأولى لكفار قريش في تحييد -أو تخويف- أبي طالب بالفشل، واستمرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته.
الموضوع الأصلي: قريش وإرهاب مساندي الدعوة || الكاتب: الراقية ♔ || المصدر: منتدى امسيات










رد مع اقتباس