الموضوع: اخلع نعليك!
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-10-2024, 06:06 PM
محمد داود العونه غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 18
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » 03-27-2024 (06:58 PM)
آبدآعاتي » 237
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » محمد داود العونه will become famous soon enoughمحمد داود العونه will become famous soon enough
 
Post اخلع نعليك!




اخلع نعليك!

يسأل أحد المجرمين:
مال لهذه الأرض لا تستسلم،
ولا تغادرها ذاكرة الدماء والأشلاء؟!
يجيبه أحدهم بكبرياء:
(وجعلناها رجوما للشياطين)
.
.
.
هذا الوطن لي،
ولي فيه بيت عتيق الحجارة
محفور فوق مدخله:
(سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)
له شرفة تشرق من وجهها الشمس
وشرفة أخرى تودعها حينما تمضي باكية
على يمينه...
صف لا نهائي من الزيتون المتعانق
وتينة باسقة تلامس أوراقها خد السماء
لكل منها اسم أحفظه...
ورائحة زكية بعبق الأجداد
يحده من الجوانب...
حديقة من أشجار الياسمين
جميعها تشبه حبيبتي
تلك الفاتنة التي تأبى أن تركع
كأنا...
يوم رتبت عشوائية عمري حول عنقها
طوقا مذهبا من الكبرياء
ورسمت امتداد ابتسامتي المدماة
بخط ولون شفتيها البنفسجيتين
أنا المنفي عن نفسي
أمسد شعر أمنياتي المشتهاة فوق صدر الوعود
الوعود التي ابيضت عيونها من وداع الأحبة
عند نهاية الدروب الصامتة من أثر الخلود
فأنا من هناك...
ولست من هنا
أنا من هنا...
ولستُ من هناك
أنا... أنا
لستُ أنت
ولستَ أنا
أنا صدى هاشم وهديره...
وسيوفه المسلولة
فوق رقاب الغزاة
لي ألف ذراع وذراع
وتسعة سيوف بتارة
وسيف براق أحمله فوق كتفي
أسميته مستبشرا بذي الفقار

أيها الملعون...
أما كتفيت ؟!
أخرج الآن من جسدي
من ذاكرتي، من أمسي، من غدي، من حلمي
واجمع تاريخك وأشياءك المزورة...
وارحل إلى الجحيم
فلا شيء لك هنا...
ولا شيء سيكون
أما أنا...
فعائد من شتات الغياب
وأنبت كما كل مرة
من رحم هذا التراب المقدس
مرددا أغنيات من سبقوني
أغنيات من سبقوني:
(هذا البحر لي
هذا الهواء الرطب لي...)
فهذا الوطن لي
فأنا ابن فلسطين البار
فلسطين التي كانت...
وستبقى للأبد فلسطين.
.
.
. 202‪4

الموضوع الأصلي: اخلع نعليك! || الكاتب: محمد داود العونه || المصدر: منتدى امسيات










رد مع اقتباس