عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-01-2024, 03:24 PM
امير الزهور غير متواجد حالياً
Iraq     Male
أوسـمـتـي
 
 عضويتي » 62
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » 05-07-2024 (02:44 PM)
آبدآعاتي » 184,638
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
 التقييم » امير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
 آوسِمتي » وسام 1000موضوع  


/ نقاط: 0

وسام العيد  


/ نقاط: 0

105  


/ نقاط: 0

وسام شكر وتقدير  


/ نقاط: 0
 
افتراضي الخُلُق الأَحْسَن





الخُلُق الأَحْسَن

إن من أجلِّ ما يتقرب إلى الرب جل جلاله به في الأيام هذه: الشكرُ له على ما أسبَغَ من نعمة الخلق الحسن، بل إنه المنزلة العليا، والخصلة التي تعسر وجودها في كثير من الأشياخ والفِتْية، بل أخبر صلى الله عليه وسلم بأنه أكثر ما يكون سببًا لدخول الجم الغفير من الخلق الجنةَ يوم لا ظل إلا ظله؛ فقال: ((أكثرُ ما يُدْخِلُ الناسَ الجنةَ: تَقْوى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ)).

وإنَّه إن كان الشكر له على ما أنعم من جنس العبادة له، وليعلم بأن من جنس ما يتقرَّبُ به إليه جلَّ جلاله الزيادة على النعمة المذكورة؛ فإن الخلق الحسن نعمة وقربة، والزيادة فيه زيادة في هذه القربة؛ فاقتضى بذلك أن يكون على درجات ومراتب.

فإن الأحسن خلقًا أفضل بكثير من الذي خلقه حسن فقط، كما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضل المؤمنين أحسنهم خلقًا"؛ ففي قوله: "أحسنهم" ما يعضد ذلك؛ فإن أحسن على وزن أفعل التي هي للتفضيل، وهي هنا لتفضيل الأحسن على الحسن في الخلق.

وقال: "خير الناس أحسنهم خلقًا".
وقال: "إن أحبكم إليَّ أحسنكم خلقًا".
وقال: "إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا".
وقال تعالى واصفًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

وهنا لطيفة:
وهي أنه لما كان لصاحب الخُلُق الحسن التَحَمُّل لما هو صادر من الطرف الآخر مما لا يتفق مع أغلب ما هو مُحَبَّذٌ لدى الأغلب من حُسن القول والفعل، وكان قد قَلَّ له النظير والمثيل في العاجلة فوق ما يجده من الوحشة في البعض من الأحايين.

إضافة إلى أنه قد اتصف بأعظم الصفات التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مع ذلك أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى أن المرء مع مَن أحب كما جاء بذلك الخبر عنه صلى الله عليه وسلم، أكرمه الله بأن جعله الجليس للنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أحسن الناس خلقًا، بل إنه ﴿ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، إذا لم يكن له مَن له ما اتصف به نبيه من الخلق الحسن إلا على قلة، وإذا كان له الصبر على ما صدر من غيره.

أقول: فانظر إلى ما اجمتع لصاحب الخلق الحسن من الخيرات؛ فهو:
أكمل الناس إيمانًا.
وخير الناس.
وأحبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وجليسه يوم لا ظل إلا ظله.

ولحسن الخلق فوائد عَزَّ إحصائها؛ فمنها:
١- أنه من أعظم ما يتقرب به إلى رب العالمين.
٢- أنه سبب لنيل الحسنات العظام.
٣- أنه سبب للدعوة إلى الله.
٤- أنه سبب للإصلاح بين الناس.
٥- أنه سبب لدخول الكفرة إلى دين البرَرَة.
٦- أنه سبب لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم.
٧- أنه سبب لمحبة الناس عمومًا.
٨- أنه سبب لجلب المصالح العامة والخاصة.

٩- أنه خذلان للشيطان؛ وذلك لأجل أن صاحب الخلق الحسن قلَّ أن يرد الشر بشر مثله؛ فيخذل الشيطان على إرادته الشر بالمؤمنين بإيقاع العداوة بينهم؛ كما قال تعالى في آية الخمر: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ﴾ [المائدة: 91]، بل قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ﴾ [الأعراف: 27]، وقال: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53].

وأقول: أبْعَد ما أكون عما ذكرت من الخلق الأحسن إلا أن الرجاء على حصوله أكبر

الموضوع الأصلي: الخُلُق الأَحْسَن || الكاتب: امير الزهور || المصدر: منتدى امسيات










رد مع اقتباس