لاجديد في بابل

لاجديد في بابل

لاجديد في بابل

راب بابلي
((تحت الأسوار نموت فوق الأسوار نموت لايوجد في بابل غير الموت لأجل القوت((ربما قاله سعدي يوسف))
((كركم وجه الصبية))
أمينه بعمرها السادس عشر بعد القهر أقبلت للتو من المقبرة، كل خميس تعود رفيقها الساكن تحت التراب بعين خلت من الدموع كانت ترمق حاضرها المكبوت وماضيها المسحوق
كانت أمينه شكل الحاضر وبؤس الحلم حينما يعوي بلا رأفة تناديها أمها من رأيتِ في المقبرة؟
تضحك أمينه كما لو كانت ثملة بحزنها المتوحش أمي
كثيرا... كثيرا يامي كلهُّن بلون الحنطة بلا ازواج
بلا أحفاد!!!

****
حينما كان معلم الرياضيات يهيئ جدول الضرب على السبورة
كان أيسر يعد على أصابعه أسماء اليتامي في الصف
واحد
2
ثلاثه
4
خمسه
6
....
عشر
....
ثم بكى ظن المعلم أنه جائع!!!

***
وفي بابل مازال مطربها المائت منذ سنوات سعدي
يردد((يمدلوله شبقى بعمري غير الألم والحسرة ))
لم يعد لنا كثير ...لاعزاء لنا في بابل تنكرنا
لاعزاء
***
الموتى
قالوا أنكم حمقى إذ تحبون الوطن،فخلف البحار ألف وطن
لمن أجهزوا على قلبه ودعوه محاصرا بالحنين لاوطن للحمقى هم قالوا ذلك وماتوا
**
بابل خاويه إلا من حمورابي مسكين فقد مسلته يبحث عن نص مفقود
يدين القتلة
مازال يردد في الشوارع
من أباح لكم ذبح أولادي
من حول مدائني الخالدة
إلى معتقلات بحجم الشمس؟؟؟؟
**
العتمة تحيط أمامك تخنق ماخلفك
حاصروا الأمنية
لم يكن غير الكابوس
مارأيت
لم يكن سوى رماد
ماتمنيت
في بابل لا أمام هو ليس ملكك/ ولاخلف فلم تعد الذاكرة تسع الموتى
ولا المجانين ولا المجاذيب ولا الاطفال
لا
لذاكرةٍ
تذبحنا بصورهم
***
شكل العناء
بهجة مزعومة
وبعض التسليات العجيبة
فمثلا لاضير إن اقتحموا الدار واقتادوك شهرا وشهرين وستة وسنوات ولاضير ان سرقك محام فاشل ليرشو محققا سافل
من أجل يوم تستنشق اوكسجين الرب بلا رقيب
***
في بابل
لاتعتني بتفاصيل حياتك ،ماضيك صور الأصدقاء ،شهادة التخرج
فلافائدة من الماضي ،وقد لغموا لك الحاضر فقط انتظر
متى يفجرون رأسك
***
في بابل قدم لحبيبتك اعتذار أخير بأنك انتَهكتَ قلبها واستهلكت ايامها عبثا
وأمل لايجئ
فلم تعد تملك أيامك ،لم تكن سوى سلة لقئ الآخرين

**
هنا
لاصغار
فقد ولدتهم أمهاتهم كهولا لايفقهون
سوى لغة القبر
***

في بابل تخلَّ عن اسمك
رسمك شيبك صورتك عشيرتك غير بطاقة النفوس اعلن انك مفقود، قل لهم أنك تعفنت قد تجد طريقا للخلاص أقم سرادق لموتك
وزع الصدقات قل لهم أنك ميت، ميت ميت ميت
قرأت ذات يوم أن البكاء ترف وفي بابل ....
الموت ترف

**
في بابل كأني أرى حمورابي
يجوس بمهر لاأدري مالونهُ عند بوابة عشتار أسمعه يبكي من حوَّل مدينتي
إلى معتقل بحجم كابوس؟؟

***
وفي بابل نجيد الأكاذيب
لننسى
فقط لننسى

********
توطئة

وفي بابل
نستطيع العشق
في خريف القهر
فقد أدمنت الموت فيك يامرأةٌ جيَّش التأريخ ذاته ليصنعك
من أي زهرٍ كنتِ
من أي سحابات الرب أنتِ

الموضوع الأصلي: لاجديد في بابل || الكاتب: ناظم العربي || المصدر: منتدى امسيات

المهره معجب بهذا

المصدر: منتدى امسيات - من قسم: ⊱ أدب الرســالة ⊰

المصدر: منتدى امسيات - من قسم: ⊱ أدب الرســالة ⊰