بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جنازتي في الغرفة الجديدة تهتف بي أن أكتب القصيدة فأكتب ما في دمي و أشطب حتى تلين الفكرة العنيدة و غرفتي الجديدة واسعة أوسع لي من قبري إذا اعتراني تعب من يقظة فالنوم منها أعذب ينبع حتى من عيون الصّخر حتى من المدفأة الوحيدة تقوم في الزاوية البعيدة
** و ترفع الجنازة اليابسة المهدّمه من رأسها ترنو إلى الجدران و السقف و المرآة و القناني ما للزوايا مظلمة كأنهنّ الأرض للإنسان تريد أن تحطّمه بالمال و الخمور و الغواني و الكذب في القلب و في اللسان تريد أن تعيده للغابة البليدة وصفحة المرآة ما لها تطلّ خاوية ما أثمرت بغانية بالشفة المرجان تنيرها كالشفق العينان و بالنهود العرية كهذه المرآه ستصبح الأرض بلا حياة و في الليالي الداجية في ذلك السكون ليس فيه إلا الرياح العاوية سيفرغ الله من الأموات و يسحب الموت و يغفو فيه مثل دثار الليالي الشاتية
** و هكذا الشاعر حين يكتب القصيدة فلا يراها بالخلود تنبض سيهدم الذي بنى يقوّض أحجارها ثم يملّ الصمت والسكونا و حين تأتي فكرة جديدة يسحبها مثلّ دثار يحجب العيونا فلا ترى إن شاء أن يكونا فليهدم الماضي فالأشياء ليس تنهض إلا على رمادها المحترق منتثرا في الأفق وتولد القصيدة