أعلن مؤخراً عن افتتاح (معرض الصناعات ) في قرى الكرمل وفي مدينة شفاعمرو وربما في بعض تجمعاتنا السكنية الأخرى وقد جاء ذلك ضمن تنفيذ الشعارات التي رفعت في فترة الانتخابات والتي جاء في مقدمتها انه “عندما نتولى كرسي الرئاسة لن يبقى هناك شاب أو صبية بدون مكان عمل”.. وقد ثبت بان العملية ليست مجرد ضريبة كلامية ووعود وهمية أو تلاعب بالإنشاء وصياغة الجمل.. وإنما التزام بالتعهدات هذا وقد سمعنا الرؤساء يرددون أغنية المطربة المتشابهة دائماً “صباح” صبحهن وربحهن بجاهك يا مجيب الدعوات.. والتي تقول فيها ” وعد الحر بيبقى ظله “. من هنا تم إحضار أصحاب الشركات، سبق ذلك النخوة الأبية فحضر المرشدون والمرشدات هذا وتتحدث الأنباء عن تغير الأحوال بعد تدفق طلبات العمل على أرباب رؤوس الأموال، جماعات وأفراد.. الأمر الذي دفع البلدية إلى الاستنجاد بطلب العمال من شتى أنحاء البلاد.. من الشرق والغرب.. من الجنوب والشمال.. وهكذا تم القضاء على البطالة، بما تحمله من الشوائب الاجتماعية مما أدى إلى هداوة البال.. بعد ان استتب الأمن وانغمر مجتمعنا بالانجازات.. وتوقف الرؤساء عن تقديم المبررات للتغطية عن عجزهم في تنفيذ الانجازات.. كفوا عن القول بانهم ورثوا عمن سبقوهم الديون الويلات وأضحوا يقولون للمواطن:
خذ.. خذ، بدلاً من هات.. هات..
ولم تعد هناك سرقات.. ولا مخدرات.. ولا انحرافات وقد علمنا بان إحضار العمال هذا لم يكف؟!! الأمر الذي حدا إلى طلب العمال من الخارج، هذا وعلم مراسلنا بأن العمال أحضروا بالطائرات والبوارج، واشتركت كذلك القطارات التي تسير على السكك الحديدية، الأمر الذي قضى على البطالة على الصعيد العالمي أيضا، ولم يعد هناك محتاج واحد على وجه الكرة الأرضية.. بعد أن وصل الفقر نهاية المطاف.. عمت السعادة كل الأطياف..
في القارة الإفريقية.. قضي على المجاعة.. شبع سكان الأرياف.. عم الدفء كل إنسان أينما كان.. توفر لكل الفرشة واللحاف..
ففي السودان مثلاً، التي كانت كل سنينها عجافا.. عجاف. لم تعد تعاني من الحروب والجفاف.. تدفقت عليها الخيرات من كل الجهات والأطراف.. حل فيها الأمان. لم يعد هناك مواطن يخاف.. ولم يعد هناك موطن جوعان.. لم يعد هناك مواطن يعاني من الإجحاف .
وهناك.. هناك في تايوان لن يأكل السكان بعد اليوم القطط والفئران.. الزواحف والكلاب.. فالناس سواسية وتموز يماسي آب.. لقد هرب الديجور وانتشر النور والحبور.. قضي على الإرهاب.. قصي على الفجور
أما الدول الصناعية كاليابان.. التي أنتج تطورها التكنولوجي المفارقات حيث أضحت الآلات تقوم بمهمة الإنسان، وجد حلاً لهذه القضية بعد معرض الصناعات.. لقد تخلص العالم من الآفات.. بعد أن بذلت الجهود ووفيت الوعود.. ولم يعد هناك فرق بين العيون الزرقاء والعيون السود.. دبت الحيوية في نفوس الجميع ..
في الصحاري تفجرت الينابيع.. غدت الأرض هناك خضراء.. تحولت الفصول كلها إلى ربيع.. بفضل معرض الصناعات واستجابة المجيب السميع.. عم الرخاء.. السعادة والهناء أبناء آدم وحواء.. في كل الأرجاء.. دون استثناء.. عمت السعادة حتى الحيوان.. ورقصت العصافير على الأفنان.. زقزقت طرباً بعد أن تحقق الأمل.. ولم يبق شاب أو صبية دون مكان عمل.
03-29-2024, 03:24 PM
وزقزقت العصافير على الأفنان
العرض العادي
