ننتظر تسجيلك هـنـا


{ مركز تحميل الصور والملفات   )
   
{ أمسيات   )
   
      
إعلانات المنتدى
منتدى عشق الليالي
عدد مرات النقر : 351
عدد  مرات الظهور : 3,285,685 منتدى انين الروح
عدد مرات النقر : 231
عدد  مرات الظهور : 3,285,681 
عدد مرات النقر : 203
عدد  مرات الظهور : 3,285,671 منتدى بقايا حنين
عدد مرات النقر : 417
عدد  مرات الظهور : 3,285,670

عدد مرات النقر : 61
عدد  مرات الظهور : 3,285,669 منتديات اميرة خواطر
عدد مرات النقر : 119
عدد  مرات الظهور : 3,283,097 
عدد مرات النقر : 56
عدد  مرات الظهور : 3,283,079 
عدد مرات النقر : 74
عدد  مرات الظهور : 3,283,077

عدد مرات النقر : 138
عدد  مرات الظهور : 3,273,821 
عدد مرات النقر : 56
عدد  مرات الظهور : 3,273,8210 
عدد مرات النقر : 71
عدد  مرات الظهور : 3,273,8201 
عدد مرات النقر : 706
عدد  مرات الظهور : 3,273,8202
إدارة مـنـتـدى أمـسـيـاتـ تـرحـب بـالـجـمـيع كلمة الإدارة


العودة   منتدى امسيات > أمسيات الإسلامي > نفحات إيمانية عامة

نفحات إيمانية عامة

2 معجبون
إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-21-2024, 05:23 AM
نور غير متواجد حالياً
Egypt     Female
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل : Feb 2024
 فترة الأقامة : 50 يوم
 أخر زيارة : اليوم (04:42 PM)
 الإقامة : مصر
 المشاركات : 85,140 [ + ]
 التقييم : 774611
 معدل التقييم : نور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

أوسـمـتـي

افتراضي الرقيب جل جلاله وتقدست أسماؤه





أسماؤه , الرقية , حل , جلاله , وتقدست

الدَّلالاتُ اللُّغويةُ لاسمِ (الرَّقِيبِ)[1]:

الرَّقيبُ في اللُّغةِ فعيلٌ بمعنى فاعِل وهو الموصوفُ بالمراقبةِ، فعْله رَقبَ يَرقُبُ رِقابة.



والرِّقابةُ تأتي بمعنى الحِفْظِ والحراسةِ والانتظارِ مع الحذَرِ والتَّرقُّبِ.



وعند البخاريِّ من حديث ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه؛ أن أبا بكرٍ رضي الله عنه قال: «ارقُبوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم في أهلِ بيتهِ»[2]؛ أي: احفَظوه فيهم.



وقال هارون: ﴿ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 94]، فالرقيب الموكَّلُ بحفظِ الشَّيءِ المترصِّدُ لَهُ المتحرِّزُ عن الغفلَةِ فيه.



ورقيبُ القوم: حارِسُهم، وهو الذي يُشرِفُ على مرقَبةٍ ليحرسَهُم.



ورقيبُ الجيشِ طَلِيعتُهم.



والرقيبُ: الأمينُ، وارتقَبَ المكان: أشرفَ عليه وعلا فوقه[3].



والرقيبُ سُبحانه هو المطَّلِعُ على خلقِه، يَعلمُ كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في مُلكِهِ، لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7].



وقال: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80].



ومراقبةُ اللهِ لخلقِهِ مراقبةٌ عن استعلاءٍ وفوقيةٍ، وقُدرةٍ وصَمديَّةٍ، لا تتحركُ ذرَّةٌ إلا بِإِذنِهِ، ولا تسقطُ ورقةٌ إلا بعلمِهِ، مَلِكٌ له المُلْكُ كُلُّهُ، وله الحمدُ كُلُّه، أزمَّةُ الأمورِ كلِّهَا بيديه، ومصدرُها منه ومردُّها إليه، مُستوٍ على عرشِهِ لا تخفى عليه خافيةٌ، عالمٌ بما في نفوسِ عبادِهِ، مُطَّلعٌ عَلَى السرِّ والعلانيةِ، يَسْمَعُ ويَرَى، ويُعطِي ويمنَعُ، ويثيبُ ويعاقِبُ، ويكرمُ ويُهينُ، ويخلُقُ ويرزُقُ، ويُمِيتُ ويُحيي، ويقدِّرُ ويقضي، ويُدبِّرُ أمورَ مملكتِهِ، فمراقبتُهُ لخلقِهِ مراقبةُ حفظٍ دائمةٌ، وهيمنةٌ كاملةٌ، وعلمٌ وإحاطةٌ[4].



واللهُ عز وجل رقيبٌ راصِدٌ لأعمالِ العبادِ وكسبِهم، عليمٌ بالخواطرِ التي تدبُّ في قلوبِهِم، يرى كلَّ حركةٍ أو سكنةٍ في أبدانِهم، وَوَكَّلَ ملائكتَهُ بكتابةِ أعمالهِم وإحصاءِ حسناتِهم وسيِّئاتِهم.



قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]، فالملائكةُ تُسجِّلُ أفعالَ الجَنَانِ والأبدانِ، وقال تعالى عن تسجيلِهِم لقولِ القَلْبِ وقولِ اللِّسانِ: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18].



وهو سبحانه من فوقِهِمْ رقيبٌ عليهم وعَلَى تَدْوِينِهم، ورقيبٌ أيضًا على أفعالِ الإنسانِ، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس: 61][5].



وروده في القرآن الكريم[6]:

وَرَدَ هَذَا الاسمُ ثَلاثَ مرَّاتٍ:

في قولِه تعالى: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 117].



وقولِه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



وقولِه: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52].



معنى الاسمِ في حَقِّ اللهِ تعالى:

قال ابنُ جريرٍ: «﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]؛ يعني بذلك تعالى ذكرُهُ إِنَّ اللهَ لم يزل عليكم رقيبًا.



ويعني بقوله: ﴿ عَلَيْكُمْ ﴾؛ على النَّاسِ الذين قال لهم جلَّ ثناؤه، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ﴾ [النساء: 1]».



قال: «ويعني بقولِهِ ﴿ رَقِيبًا ﴾: حفيظًا محصِيًا عليكم أعمالَكُمْ، متفقِّدًا رعايتَكُمْ حُرْمةَ أرحامِكم، وصِلتَكُم إيَّاها، وقَطْعَكُمُها وتضييعَكم حُرمتها»[7].



وقال في قولِه: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52]: «وكان اللهُ على كلِّ شيءٍ ما أحلَّ لك وحَرَّمَ عليك، وغيرِ ذلك من الأشياءِ كلِّها حفيظًا لا يَعزُبُ عنه عِلْمُ شيءٍ من ذلكَ، ولا يَؤُودُهُ حفظُ ذلك كلِّه.



حدثنا بشرٌ حدثنا يزيدُ حدثنا سعيدٌ عن قتادةَ ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾؛ أي: حفيظًا، في قول الحسن وقتادة»[8].



وقال الزَّجاجُ: «(الرَّقيبُ) هو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عمَّا يحفظُهُ، يقال: رَقَبتُ الشيءَ أرقُبُه رِقْبة، وقال الله تعالى ذِكْرُه ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]»[9].



قال الخطابِيُّ بعد أَنْ نَقَلَ قَولَ الزَّجاجِ: «وهو (أي: الرقيب) في نعوتِ الآدميِّين الُموكَّلُ بحفظِ الشَّيءِ، والمترصِّدُ لَهُ، المتحرِّز عن الغفلةِ فيهِ»[10].



قال الحليميُّ: «(الرَّقيبُ)، وهو الذي لا يغفُلُ عمَّا خَلَق فيَلحقَهُ نقصٌ، أو يَدخُلَ خللٌ مِن قِبَلِ غفلتِهِ عنه»[11].



وفي الَمقْصِدِ: «(الرَّقيبُ) هو العليمُ الحَفيظُ، فمَنْ رَاعَى الشَّيءَ حتى لم يَغفُلْ عنه، ولاحظَهُ ملاحظةً لازِمةً دائِمَةً، لُزُومًا لو عرفَهُ الممنوعُ عنه لما أقدمَ عليه، سُمِّيَ رقيبًا، وكأَنَّه يرجعُ إلى العِلمِ والحفظِ، ولكن باعتبارِ كَوْنِهِ لازمًا دائمًا وبالإضافةِ إلى ممنوعٍ عنه، محروسٍ عن التناولِ»[12].



قال ابنُ الحصَّارِ: «(الرَّقيبُ): المُراعي أحوالَ المرقوبِ، الحافظُ له جملةً وتفصيلًا، الُمحصي لجميعِ أحوالِهِ.



وذلك راجعٌ إلى العِلْمِ والمشاهدةِ، وهو الإِدرَاكُ والإِحصَاءُ، وهو عَدُّ ما يَدِقُّ ويَجِلُّ مِن أقوالِهِ وأفعالِهِ، وحركاتِهِ وسكناتِهِ، وسائِرِ أحوالِهِ وتصرُّفَاتِهِ، ومراعاةُ وجودِهِ وعدَمِهِ، وحياتِهِ وموتِهِ.



فهو إذًا يتضمَّنُ صفاتِ الذاتِ بمتعلقاتٍ مخصوصةٍ من الأفعالِ» اهـ[13].



وفي النونيةِ لابنِ القيِّمِ:

وَهُوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ وَاللَّوَا
حِظِ كَيْفَ بِالأَفْعَالِ بِالأَرْكَانِ[14]



وقال السَّعديُّ: «(الرقيبُ) المطَّلِعُ عَلى ما أَكَنَّتْهُ الصُّدُورُ، القائِمُ على كُلِّ نفسٍ بما كَسَبَتْ، الذي حَفِظَ المخلوقاتِ، وأَجْرَاهَا عَلى أَحْسنِ نظامٍ، وأكملِ تدبيرٍ»[15].



ثمراتُ الإيمان بهذا الاسم:

1- يجبُ على كلِّ مكلَّفٍ أَنْ يعلَمَ أَنَّ اللهَ جَلَّ شَأْنُهُ هُوَ الرَّقِيبُ على عبادِهِ، الذي يُراقِبُ حركاتِهم وسكناتِهم، وأقوالَهم وأفعالَهم، بل ما يَجُولُ في قلوبِهم وخواطِرِهم، لا يخرجُ أحدٌ مِنْ خلقِهِ عَنْ ذلك، قال سُبْحَانَهُ: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235]، وقال ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ [غافر: 7].



قال القرطبيُّ: «ورقيبٌ بمعنى رَاقِب، فهو مِنْ صفاتِ ذِاتِهِ، راجعةٌ إلى العِلمِ والسَّمعِ والبَصَرِ، فإِنَّ اللهَ تعالى رقيبٌ على الأشياءِ بعلمِهِ المقدَّسِ عن مباشرةِ النِّسيانِ.



ورقيبٌ للمُبصراتِ ببصَرِهِ الذي لا تأخذُه سِنَةٌ ولا نَوْمٌ، ورقيبٌ للمَسموعاتِ بِسَمْعِهِ المُدرِكِ لكلِّ حركةٍ وكلامٍ، فهو سَبْحَانَهُ رَقيبٌ عليها بهذه الصفاتِ، تحت رِقْبتهِ[16] الكلِّياتُ والجُزْئياتُ، وجميعُ الخفيّاتِ في الأرضين والسماواتِ، ولا خفيَّ عِندَهُ، بل جميعُ الموجوداتِ كلِّها على نَمطٍ واحدٍ في أنها تحت رِقبته التي هي من صِفتِه» اهـ[17].



فَمَنْ كان لذلك مُلاحِظًا غيرَ غافلٍ عنه، راقبَ تصرُّفاتِه، ومعاملاتِه وعباداتِه، وسائرَ حياتِهِ، وفي ذلك صلاحُ دُنياه وآخرتِهِ، بل بلوغُهُ أعلى درجاتِ الإيمانِ كما جاء في حديثِ جبريلَ؛ عندَما سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الإِحسانِ فأجابَهُ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»[18].



قال ابنُ القيم: «(الُمراقبةُ) دوامُ عِلْمِ العبدِ وتيقُّنه، باطِّلاعِ الحَقِّ سبحانه وتعالى على ظاهرِهِ وباطنِه.



فاستِدامتُه لهذا العِلْمِ واليقينِ: هي الُمراقَبةُ، وهي ثمرةُ علمِهِ بِأَنَّ اللهَ سُبْحَانه رقيبٌ عليه، ناظرٌ إليه، سامعٌ لِقولِهِ، وهو مُطَّلِعٌ عَلَى عَمَلِهِ كلَّ وَقْتٍ وَكُلَّ لَحْظَةٍ وَكُلَّ نَفَسٍ وَكلَّ طرْفَةِ عينٍ.



قال: و (المراقبةُ) هي التَّعبُّدُ باسمِهِ (الرقيبِ)، الحفيظِ، العليمِ، السميعِ، البصيرِ.



فمَنْ عقَلَ هذه الأسماءَ، وتَعَبَّدَ بمُقتضاها، حصلَتْ له المُرَاقَبَةُ، والله أعلم»[19].



نموذجٌ للمراقبة:

2- فإذا فرغَ العبدُ من فريضةِ الصُّبْحِ، ينبغِي أَنْ يَفرُغَ قلبُه ساعةً لمشارطةِ نفسِه؛ فيقولُ للنفسِ: ما لي بضاعةٌ إلَّا العُمرُ، فإذا فنِيَ منِّي رأسُ المال وقع اليأسُ من التجارةِ وطلَبِ الرِّبحِ.



وهذا اليومُ الجديدُ قد أَمْهَلَني اللهُ فيهِ، وأخَّرَ أجَلي، وأَنعَمَ عليَّ به، ولو توفَّاني لكنتُ أتمنى أن يُرْجِعَنِي إلى الدُّنيا حتى أعملَ صالحًا.



فاحسبي يا نفسُ أنك قد تُوُفِّيتِ ثم رُدِدْتِ، فإياكِ أن تُضيِّعي هذا اليومَ[20].



3- وينبغي أَنْ يُراقِبَ الإنسانُ نفسَه قبل العملِ وفي العملِ: هل حَرَّكَهُ عليه هوى النفسِ، أو المحرِّكُ له هو اللهُ تعالى خاصةً؟ فإِنْ كان اللهُ تعالى أمْضاهُ، وإلَّا تَرَكَهُ، وهذا هو الإخلاصُ.



قال الحسنُ: رحم الله عبدًا وَقَفَ عند هَمِّه، فإِنْ كان للهِ مضى وإِنْ كانَ لغيرِهِ تأخَّرَ.



فهذه مراقبةُ العبدِ في الطاعةِ، وهو أَنْ يكُونَ مُخلِصًا فيها.



ومُراقبتُه في المعصيةِ تكُونُ بالتوبةِ والنَّدمِ والإقلاعِ، ومراقبتُه في الُمباحِ تكُونُ بمُراعاةِ الأدبِ، والشكرِ على النِّعمِ، فإِنَّه لا يخلو مِنْ نعمةٍ لا بُدَّ له مِن الصَّبْرِ عليها، وكلُّ ذلكَ لا يخلو مِنَ المراقبةِ.



4- المراقبةُ تُثمِرُ السَّعَادةَ والانشراحَ وقُرَّةَ العَيْنِ:

لا شَكَّ أَنَّ المراقبةَ تحتاجُ إلى حضورِ القلبِ بين يدي اللهِ سُبْحَانَهُ، وعدمِ الانشغالِ عنه، سواءٌ في العبادةِ أو خارِجِهَا، وإلى امتلاءِ القلبِ بعظمةِ اللهِ عز وجل ومحبَّتِهِ.



وهذا القربُ والدُّنوُّ مِن اللهِ تعالى يَبُثُّ في القلبِ سرورًا عظيمًا.



خامسًا: المعاني الإيمانيَّةُ[21]:

قال اللهُ تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ﴾ [البقرة: 235].



وقال تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52].



وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4].



وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14].



وقال تعالى: ﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [الطور: 48].



وقال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]... إلى غير ذلك من الآياتِ.



وفي حديثِ جبريلَ؛ أَنَّهُ: سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الإِحسانِ؟ فقال له: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»[22].



المراقبةُ دوامُ عِلْمِ العبدِ، وتيقُّنه باطِّلاعِ الحَقِّ سبحانه وتعالى على ظاهرِهِ وباطنِهِ.



فاستدامتُه لهذا العِلمِ واليقينِ: هي المراقَبةُ، وهي ثمرةُ عِلمِهِ بأنَّ اللهَ سبحانه رقيبٌ عليه، ناظرٌ إليه، سامِعٌ لقوله، وهو مطَّلِعٌ على عملِه كلَّ وقتٍ، وَكُلَّ لَحْظَةٍ، وَكُلَّ نَفَسٍ، وَكُلَّ طَرفةِ عينٍ، والغافلُ عن هذا بمَعْزِلٍ عَنْ حالِ أهل البداياتِ. فكيف بحال المُرِيدين؟ فكيف بحال العارفين؟



قال الجريري: «مَنْ لم يحكِّم بَينهُ وبين اللهِ تعالى التَّقوى والمراقبَةَ، لم يَصِلْ إلى الكَشْفِ والمُشاهدَةِ».



وقيل: مَنْ راقبَ اللهَ في خواطرهِِ، عصمَهُ في حركاتِ جوارِحِهِ.



وقيل لبعضهم: متى يَهُشُّ الراعي غنمَهُ بعصاه عن مراتعِ الهَلَكَةِ؟ فقال: إذا علِمَ أَنَّ عليه رقيبًا.



وقال الجنيدُ: «مَنْ تحقَّقَ في المراقبةِ خافَ على فواتِ لحظةٍ مِنْ ربِّه لا غيرُ».



وقال ذو النونِ: «علامةُ المراقبةِ إيثارُ ما أنزل اللهُ، وتعظيمُ ما عظَّمَ اللهُ، وتصغيرُ ما صَغَّرَ اللهُ».



وقيل: الرَّجاءُ يحرِّكُ إلى الطاعةِ، والخوفُ يُبعدُ عن المَعَاصي، والمراقبةُ تؤدِّيكَ إلى طريقِ الحقائقِ.



وَقِيلَ: المراقبةُ مراعاةُ القلبِ لملاحظَةِ الحقِّ مع كلِّ خَطْرةٍ وخُطوةٍ.



وقال الجريريُّ: «أمرُنا هذا مبنيٌّ عَلَى فصْلينِ: أَنْ تُلْزِمَ نفسَك المراقبةَ للهِ، وأَنْ يكُونَ العِلمُ على ظاهرِكَ قائمًا».



وقال إبراهيمُ الخَوَّاصُ: «المراقبةُ خُلوصُ السِّرِّ والعلانيةِ للهِ عز وجل».



وَقِيلَ: أفضلُ ما يُلزِمُ الإنسانُ نفسَه في هذه الطريقِ: المحاسبةُ والمراقبةُ، وسياسةُ عملِهِ بالعِلمِ.



وقال أبو حفصٍ لأبي عثمان النَّيسابوريِّ: «إذا جلستَ للناسِ فكُنْ واعظًا لقلبِكَ ونفسِكَ. ولا يغرَّنَّك اجتماعُهم عليك، فإنهم يراقبون ظاهرَكَ، واللهُ يُراقبُ باطِنَكَ».



وأربابُ الطريقِ مُجمِعون على أَنَّ مراقبةَ اللهِ تعالى في الخواطرِ سَبَبٌ لحفظِها في حركاتِ الظواهِرِ، فمَنْ راقبَ اللهَ في سرِّهِ حَفِظَهُ اللهُ في حركاتِهِ، في سِرِّهِ وعلانيتِهِ.



والمراقبةُ هي التعبُّدُ باسمِهِ الرقيبِ، الحفيظِ، العليمِ، السميعِ، البصيرِ فمن عَقَلَ هذه الأسماءَ، وتعبَّدَ بمقتضاها: حَصَلتْ له المراقبةُ، والله أعلَم.



فالمراقبةُ: دوامُ ملاحظةِ المقصودِ.



وهي على ثلاثِ درجاتٍ:

الدَّرَجةُ الأولى: مراقبةُ الحقِّ تعالى في السَّيرِ إليه على الدوامِ، بين تعظيمٍ مُذهِلٍ، وَمداناةٍ حامِلَةٍ، وسُرورٍ باعثٍ.



فقوله: دوامُ ملاحظةِ المقصودِ، أي: داومُ حضورِ القلبِ معه.



وقولُه بين تعظيمٍ مذهلٍ فهو: امتلاءُ القلبِ من عظمةِ الِله عز وجل.



بحيثُ يُذهِلُه ذلك عن تعظيمِ غيرِه، وعن الالتفاتِ إليهِ، فلا يَنْسى هذا التعظيمَ عندَ حضورِ قلبِهِ مع اللهِ، بل يَستَصحبُه دائمًا.



فإِنَّ الحُضورَ معَ اللهِ يوجِبُ أنسًا ومحبَّةً، إن لم يُقارِنْها تعظيمٌ، أورثاهُ خروجًا عن حدودِ العبوديةِ ورعونةً، فكلُّ حُبٍّ لا يُقارنُه تعظيمُ المحبوبِ، فهو سَبَبٌ للبُعدِ عنه، والسقوطِ من عينيه.



فقد تضمَّن كلامُه خمسةَ أُمورٍ: سَيْرٌ إلى اللهِ، واستدامةُ هذا السَّيرِ، وحضورُ القلبِ معه، وتعظيمُه، والذُّهولُ بعظمتِهِ عن غيرِهِ.



وأما قولُه: ومداناةٌ حاملةٌ فيريدُ: دُنوًّا وقُربًا حامِلًا على هذه الأمورِ الخمسةِ، وهذا الدُّنوُّ يحملُه على التعظيمِ الذي يُذهِلُه عن نفسِه، وعن غيرِه، فإنه كُلَّمَا ازداد قُربًا مِن الحقِّ ازدادَ له تعظيمًا، وذُهولًا عن سواهُ، وبعدًا عن الخَلْقِ.



وأَمَّا السُّرورُ الباعِثُ فَهُوَ الفرحَةُ والتعظيمُ، واللَّذَّةُ التي يجدُها في تلك المداناةِ؛ فإنَّ سرورَ القلبِ بالله، وفرحَهُ به، وقُرَّةَ العينِ به، لا يُشْبهه شيءٌ من نعيمِ الدُّنيا البتَّةَ، وليس له نظيرٌ يقاسُ به، وهو حالٌ من أحوالِ أهلِ الجَنةِ حتى قال بعضُ العارفينَ: إنه لتمرُّ بي أوقاتٌ أقولُ فيها: إِنْ كان أهلُ الجَنَّةِ في مثلِ هذا، إنهم لفي عيشٍ طيِّبٍ.



ولا رَيْبَ أَنَّ هذا السرورَ يَبعثُه على دوامِ السَّيرِ إلى اللهِ عز وجل، وبذْلِ الجُهدِ في طلبهِ، وابتغاءِ مرضاتِهِ، ومَنْ لم يَجِدْ هذا السرورَ، ولا شيئًا منه، فَلْيتَّهِمْ إيمانَهُ وأعمالَهُ؛ فإِن للإيمانِ حلاوةً، مَنْ لم يذُقْهَا فَلْيَرجعْ، ولْيَقتبسْ نورًا يجدْ به حلاوةَ الإِيمانِ.



وقد ذكَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذَوقَ طَعمِ الإيمانِ وَوَجْدَ حلاوتِهِ، فذكر الذَّوْقَ والوَجْدَ، وعلَّقهُ بالإيمانِ؛ فقال: «ذاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمدٍ رسولًا»[23].



وقال: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِْ مَمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ المرءَ لا يحبُّهُ إلَّا لله. وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ في الكفرِ بعد إِذْ أنقذَهُ اللهُ منه كما يَكْرُه أَنْ يلُقى في النَّارِ»[24].



وسمعتُ شيخَ الإسلامِ ابْنَ تيميةَ قدَّسَ اللهُ رُوْحَهُ يَقُولُ: إذا لم تَجِدْ للعملِ حلاوَةً في قلبِكَ وانشراحًا، فاتهمْهُ؛ فإِنَّ الربَّ تَعَالَى شَكُورٌ. يَعْنِي أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يُثيبَ العاملَ على عملِهِ في الدُّنيا مِن حلاوةٍ يجدُها في قلبِهِ، وقوةِ انشراحٍ، وقُرَّةِ عينٍ، فحيثُ لم يجد ذلك فعَملُه مَدْخُولٌ.



والقَصْدُ: أَنَّ السرورَ باللهِ وقُرْبِه، وقرَّةَ العينِ به، تَبعَثُ على الازديادِ مِن طاعتِهِ، وتحثُّ عَلَى الجِدِّ في السيرِ إليه.



قال الدَّرجةُ الثانيةُ: مراقبةُ نَظَرِ الحَقِّ برفضِ الُمعارضَةِ، بالإِعراضِ عن الاعتراضِ، ونَقْضِ رعونَةِ التَّعرُّضِ، هذه مراقبةٌ لمراقبةِ اللهِ لك، فهي مراقبةٌ لصفةٍ خاصَّةٍ معينَةٍ، وهي توجبُ صيانَة الباطنِ والظاهرِ:

فصيانةُ الظاهِرِ: بحفظ الحركاتِ الظاهرةِ.



وصيانةِ الباطنِ: بحفظِ الخواطرِ والإراداتِ والحركاتِ الباطنةِ، التي منها رفضُ معارضةِ أمرِهِ وخبرِهِ.



فيتجرَّدُ الباطنُ من كلِّ شهوةٍ وإرادةٍ تُعَارِضُ أَمْرَهُ، ومِن كلِّ إرادةٍ تعارضُ إرادتَهُ، ومن كلِّ شُبهةٍ تُعارضُ خبرَهُ، ومنْ كلِّ مَحبَّةٍ تزاحِمُ مَحَّبتَهُ، وهذه حقيقةُ القلبِ السَّليمِ الذي لا ينجو إلا مَنْ أتى اللهَ به، وهذا هو حقيقةُ تجريدِ الأبرَارِ المقرَّبِين العارفين، وكلُّ تجريدٍ سوى هذا فناقصٌ، وهذا تجريدُ أربابِ العزائمِ.



ثمَّ بَيَّنَ الشيخُ سببَ المعارضَةِ، وبماذا يرفضُها العبدُ، فقال: بالإِعراضِ عن الاعتراضِ فإِنَّ الُمعَارضَةَ تتولدُ من الاعتراضِ.



والاعتراضُ ثلاثةُ أنواعٍ ساريةٌ في النَّاسِ، والمعصومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ مِنْهَا:

النوع الأول: الاعتراضُ على أسمائِهِ وصفاتِهِ بالشُّبهِ الباطلَةِ، التي يُسَمِّيها أربابُها قواطعَ عقليةً، وهي في الحقيقة خيالاتٌ جَهْلِيَّةٌ، ومُحالاتٌ ذِهنيةٌ، اعترضوا بها على أسمائِهِ وصفاتِهِ عز وجل، وحكَموا بها عليه، وَنَفَوْا لأجلها ما أَثبتَهُ لنفسِهِ، وأَثبتَهُ له رسولُه صلى الله عليه وسلم، وأَثبَتوا ما نَفَاهُ، ووالَوا بها أعداءَه، وعادَوْا بها أولياءَهُ، وحرَّفوا بها الكَلِمَ عن مواضِعِهِ، ونَسُوا بها نصيبًا كثيرًا مما ذُكِّروا به، وتقطَّعوا لها أمْرَهُم بينهم زُبرًا، كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون.



والعاصِمُ مِن هذا الاعتراضِ: التسليمُ المَحْضُ للوَحْيِ، فإذا سَلَّمَ القلبُ له: رأى صحةَ ما جاء به، وأنه الحقُّ بصريح العقلِ والفطرةِ، فاجتمع له السمعُ والعقلُ والفطرةُ، وهذا أَكملُ الإيمانِ، ليس كمَنِ الحربُ قَائمةٌ بين سمعِهِ وعَقْلِه وفِطرتِهِ.



النوع الثاني: الاعتراضُ على شرعِهِ وأمرِهِ، وأهلُ هذا الاعتراض: ثلاثَةُ أَنْوَاعٍ:

أحدها: المعترضون عليه بآرائِهم وأَقْيِسَتِهم، المتضمِّنةِ تحليلَ ما حرَّمَ اللهُ سبحانه وتعالى، وتحريمَ ما أباحه، وإسقاطَ ما أوجبَهُ، وإيجابَ ما أسقطَهُ، وإبطالَ ما صحَّحَهُ، وتصحيحَ ما أبطلَهُ، واعتبارَ ما ألغاه، وإلغاءَ ما اعتبَرَهُ، وتقييدَ ما أطلقَهُ، وإطلاقَ ما قيَّدهُ.

وهذه هي الآراءُ والأقيسَةُ التي اتَّفَق السَّلفُ قاطبةً على ذَمِّها، والتحذيرِ منها، وصاحوا على أصحابِها مِن أقطارِ الأرضِ، وحذَّرُوا منهم، ونَفَّروا عنهم.

النوع الثاني: الاعتراضُ على حقائقِ الإيمانِ والشَّرْعِ بالأذواقِ والمواجيدِ والخيالاتِ، والكُشوفاتِ الباطلةِ الشيطانيةِ، المتضمِّنةِ شَرْعَ دينٍ لم يأذَنْ به اللهُ، وإبطالَ دينِهِ الذي شرعَهُ على لسانِ رسولِهِ، والتعوُّضَ عن حقائقِ الإيمانِ بخُدَعِ الشيطانِ، وحظوظِ النفوسِ الجاهِلَةِ.

والعجبُ أن أربابَها يُنكرون على أهلِ الحُظُوظِ، وكلُّ ما هم فيه فحظٌّ، ولكنَّ حظَّهم متضمِّنٌ مخالفةَ مُرادِ اللهِ، والإعراضَ عن دينِه، واعتقادَ أنَّه قربةٌ إلى اللهِ، فأين هذا مِن حظوظِ أصحابِ الشهواتِ، المعترفين بذمِّها، المستغفرين منها، الُمقرِّين بنقصِهِم وعَيبهِم، وأنها منافيةٌ للدِّين؟

وهؤلاء في حظوظٍ اتخذوها دينًا، وقدَّموها على شَرْعِ اللهِ ودينِه، واغتالوا بها القلوبَ، اقتطعوها عن طريقِ اللهِ، فتولَّدَ مِن معقولِ أولئكَ، وآراءِ الآخرين وأقيستهِم الباطلةِ، وأذواقِ هؤلاء خرابُ العالمِ، وفسادُ الوُجودِ، وهدمُ قواعدِ الدِّينِ، وتفاقُمُ الأمْرِ وكاد، لولا أَنَّ اللهَ ضَمِنَ أَنَّه لا يزالُ يقومُ به مَنْ يحفَظُهُ، ويبَيِّنُ معالِمَه، ويحميه من كيدِ مَنْ يكيدُ.



النوع الثالث: الاعتراضُ على ذلك بالسياساتِ الجائرةِ، التي لأربابِ الولاياتِ التِي قدَّمُوها على حُكمِ اللهِ ورسولِه، وحَكَمُوا بها بين عبادِهِ، وعَطَّلوا لها وبها شَرْعَهُ وعدْلَهُ وحدودَهُ.



فقال الأولون: إذا تعارضَ العقلُ والنَّقلُ: قدَّمنا العقلَ.



وقال الآخرون: إذا تعارضَ الأثرُ والقياسُ: قدَّمنا القياسَ.



وقال أصحابُ الذَّوْقِ والكشفِ والوَجْدِ: إذا تعارضَ الذَّوقُ والوجدُ والكشفُ وظاهرُ الشرعِ: قدَّمنا الذوقَ والوجْدَ والكَشْفَ.



وقال أصحابُ السياسةِ: إذا تعارضَتِ السياسةُ والشَّرعُ، قدَّمنا السياسةَ.



فَجَعَلتْ كلُّ طائفةٍ قُبالةَ دينِ اللهِ وشرعِهِ طاغوتًا يتحاكمون إليه.



فهؤلاءِ يقولون: لكم النَّقلُ، ولنا العقلُ.



والآخرون يقولون: أنتم أصحابُ آثارٍ وأخبارٍ، ونحن أصحابُ أقيسةٍ وآراءَ وأفكارٍ.



وأولئك يقولون: أنتم أربابُ الظاهِرِ، ونحن أهل الحقائقِ.



والآخرون يقولون: لكم الشرعُ، ولنا السياسةُ.



فيَا لها من بَلِيةٍ، عمَّتْ فأعمَتْ، ورَزِيَّةٍ رَمَتْ فَأَصَمَتْ، وفتنةٍ دَعَتْ القلوبَ فأجابها كلُّ قلبٍ مفتونٍ، وأهويةٍ عَصَفَتْ فَصَمَّتْ منها الآذانُ، وعَمِيَتْ منها العيونُ، عُطِّلَتْ لها - واللهِ - معالمُ الأحكامِ، كما نُفيَتْ لها صفاتُ ذي الجلالِ والإكرامِ، واستَنَد كلُّ قومٍ إلى ظُلمِ وظلماتِ آرائِهم، وحكموا على الله وبينَ عبادِه بمقالاتهم الفاسدِة وأهوائِهم، وصار لأجلها الوحيُ عُرضَةً لكلِّ تحريفٍ وتأويلٍ، والدِّينُ وقفًا على كلِّ إفسادٍ وتبديلٍ.



النوع الرابع: الاعتراضُ على أفعالهِ وقضائهِ وقدرِهِ، وهذا اعتراضُ الجُهَّالِ، وهو ما بين جليٍّ وخفيٍّ، وهو أنواعٌ لا تُحصَى.



وهو سارٍ في النُّفوسِ سَرَيَانِ الحُمَّى في بَدَنِ المَحْمومِ، ولو تأمَّلَ العبدُ كَلامَهُ وأمنيتَهُ وإرادتَه وأحوالَه، رأى ذلك في قلبِه عَيانًا، فكلُّ نفسٍ معترضةٌ على قدَرِ اللهِ وقَسْمِهِ وأفعالِه، إلا نفسًا قد اطمأنَّتْ إليه، وعرفَتْهُ حقَّ المَعرفةِ التي يمكنُ وصولُ البَشرِ إليها، فتلك حظُّهَا التسليمُ والانقيادُ والرِّضا كلَّ الرّضاءِ.



وأما نقضُ رعونةِ التعرُّضِ فيشيرُ به إلى معنًى آخَر، لا تتمُّ المراقبةُ عندَهُ إلا بنقضِهِ، وهو إحساسُ العبدِ بنفسهِ وخواطرِه وأفكارِه حالَ المراقبةِ، والحضورِ مع اللهِ، فإن ذلك تعرُّضٌ منه لحجابِ الحقِّ له عن كمالِ الشهودِ، لأنَّ بقاءَ العبدِ مع مداركِهِ وحواسِّهِ ومشاعرِه، وأفكارِهِ وخواطرِه، عند الحضورِ والمشاهدِة، هو تعرُّضٌ للحجابِ، فينبغي أنْ تتخلصَ مراقبةُ نظَرِ الحقِّ إليك من هذه الآفاتِ، وذلك يحصلُ بالاستغراقِ في الذكْرِ، فتذهلُ به عن نفسِك وعَمَّا منك، لتكونَ بذلك متهَيِّئًا مستعِدًّا للفناءِ عن وُجودِكَ وعن وجودِ كلِّ ما سوى المذكورِ سُبْحَانَهُ.



وهذا التهيُّؤُ والاستعدادُ: لا يكونُ إلا بنقضِ تلك الرُّعونَةِ، والذكْرُ يُوجبُ الغَيبةَ عن الحسِّ، فمَنْ كان ذاكرًا لِنَظَرِ الحقِّ إليه مِن إقبالِه عليه، ثم أحسَّ بشيءٍ مِن حديثِ نفسِهِ وخواطِره وأفكارِهِ، فقد تعرَّضَ واستَدْعَى عوالمَ نفسِهِ، واحتجابَ المذكورِ عنه؛ لأن حضرةَ الحقِّ تعالى لا يكونُ فيها غيرُه.



وهذه الدَّرجَةُ لا يقدِرُ عليها العبدُ إلا بملَكَةٍ قَوِيَّةٍ من الذِّكرِ، وجمعِ القلبِ فيه بكُليَّتِهِ على اللهِ عز وجل.



قال الدرجةُ الثالثةُ: مراقبةُ الأزلِ، بمطالعة عَينِ السَّبقِ، استقبالًا لعلمِ التوحيدِ، ومراقبةُ ظهورِ إشاراتِ الأزلِ على أحايينِ الأبدِ، ومراقبةُ الإخلاصِ من وَرْطةِ المراقبةِ.



قولُهُ مراقبةُ الأزلِ أي شهودُ معنى الأَزلِ، وهو القِدَمُ الذي لا أوَّلَ له بمطالعَةِ عينِ السَّبْقِ أي بشهودِ سَبْقِ الحقِّ تعالى لكلِّ ما سِواهُ، إذ هو الأولُ الذي ليس قبْله شيءٌ، فمتى طَالَعَ العبدُ عينَ هذا السَّبقِ شهدَ معنى الأزلِ وعرفَ حقيقتَهُ، فبدا له حينئذٍ عَلَمُ التَّوحيدِ، فاستقبَلَه كما يَستقبلُ أَعلَامَ البلدِ، وأعلامَ الجيشِ، ورُفِعَ له فشمَّر إليه، وهو شهودُ انفرادِ الحقِّ بأزليَّتِهِ وَحْدَهُ، وأنه كان ولم يكنْ شيءٌ غَيرُه البتَّةَ، وكلُّ ما سواهُ فكائنٌ بعد عدمِهِ بتكوينِهِ؛ فإذا عُدِمَتِ الكائناتُ مِن شُهودهِ، كما كانتْ معدومةً في الأزل، فطالعَ عينَ السَّبْقِ، وفني بشهودِ مَنْ لم يزلْ عن شهودِ مَن لم يكنْ، فقد استقبلَ عَلَمَ التوحيدِ.



وأمَّا مراقبةُ ظهورِ إشاراتِ الأَزلِ على أحايينِ الأبدِ، فقد تقدَّمَ أَنَّ ما يظهرُ في الأبدِ هو عينُ ما كان معلومًا في الأزلِ، وأنه إنما تجددتْ أحايينُه، وهي أوقاتُ ظهورِهِ، فقد ظهرتْ إشاراتُ الأزلِ، وهي ما يشيرُ إليه العقلُ بالأزليةِ مِن المقدِّراتِ العلميةِ على أحايين الأبدِ، هذا معناه الصحيحُ عندي.



والقومُ يُريدون به معنًى آخرَ: وهو اتصالُ الأبدِ بالأَزلِ في الشُّهودِ، وذلك بأَنْ يَطويَ بِساطَ الكائناتِ عن شهودِهِ طيًّا كليًّا، ويشهد استمرار وجودِ الحقِّ سُبْحَانه وَحْدَه، مُجَرَّدًا عن كلِّ ما سواه، فيصلُ - بهذا الشهودِ - الأَزلَ بالأبدِ.



ويَصيران شيئًا واحدًا، وهو دوامُ وجودِهِ سُبْحَانه، بقطعِ النَّظرِ عن كلِّ حادثٍ.



والشهودُ الأول: أَكْملُ وأتمُّ، وهو متعلّقٌ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، وتقدُّمِ عِلمهِ بالأشياءِ، ووقوعِها في الأبدِ مطابِقَةً لِعِلمِهِ الأزليِّ، فهذا الشهودُ يُعطي إيمانًا ومعرفةً، وإثباتًا لِلعِلمِ والقُدرةِ والفعلِ والقضاءِ والقدَرِ.



أما الشهودُ الثاني: فلا يُعطي صاحبَهُ معرفةً ولا إيمانًا، ولا إثباتًا لاسمٍ ولا صِفَةٍ، وَلَا عبوديَّةٍ نافعةٍ، وهو أمرٌ مشتركٌ، يَشهَدُه كلُّ مَنْ أَقرَّ بالصانعِ، مِنْ مُسلمٍ وَكَافرٍ، فإذا استغرقَ في شهودِ أزليَّتهِ وتفرُّدهِ بالقِدَمِ، وغَابَ من الكائناتِ: اتَّصل في شهودهِ الأزلُ بالأبدِ، فأيُّ كبيرِ أمرٍ في هذا؟ وأي إيمانٍ ويقينٍ يحصلُ بِهِ؟ ونحن لا نُنكرُ ذوقَه، ولا نَقدحُ في وجودِه، وإنما نقدحُ في مرتبتِهِ وتفضيلِهِ عَلَى ما قَبْلَهُ مِن المراقبةِ، بحيثُ يكونُ لِخاصَّةِ الخاصَّةِ، وما قبْله لمَنْ هُمْ دونهم، فهذا عين الوهم، والله الموفق.



فإذا اتصل في شهودِ الشَّاهِدِ: الأزلُ الذي لا بدايةَ له، بالأزمنةِ التي يُعقلُ لها بدايةٌ – وهي أزمنةُ الحوادثِ - ثم اتَّصل ذلك بما لانهايةَ لهُ، بحيثُ صارتْ الأزمنةُ الثلاثةُ واحدًا، لا ماضيَ فيه، ولا حاضرَ، ولا مستقبلَ، وذلك لا يكونُ إلا إذا شَهِدَ فناءَ الحوادثِ فناءً مطلقًا، وعدَمها عدمًا كلِّيًّا، وذلك تقديرٌ وهميٌّ مخالِفٌ للواقعِ، وهو تجريدٌ خياليٌّ، يُوقِعُ صاحبَهُ في بحرٍ طامسٍ لا ساحلَ له، وليلٍ دامسٍ لا فجرَ له.



فأين هذا مِن مَشهدِ تنوُّعِ الأسماءِ والصفاتِ؟ وتعلُّقِها بأنواعِ الكائناتِ، وارتباطِها بجميعِ الحادثاتِ؟ وإعطاءِ كلِّ اسمٍ منها وصِفَةٍ حقَّها مِن الشهودِ والعبوديةِ؟ والنظرِ إلى سريانِ آثارِهَا في الخَلْقِ والأمرِ، والعالمِ العُلويِّ والسُّفليِّ، والظاهرِ والباطنِ، ودارِ الدُّنيا ودارِ الآخرةِ؟ وقيامِهِ بالفرقِ والجمعِ في ذلك علمًا ومعرفةً وحالًا؟! والله المستعان.



قوله ومراقبةُ الإخلاصِ من ورطةِ المراقبةِ.



يشيرُ إلى فناءِ شهودِ المُراقبِ عن نفسِه وما منها، وأنه يفنى بمَنْ يراقبُه عن نفسِه وما منها، فإذا كان باقيًا بشهودِ مراقبتِه: فهو في ورطتِها لم يتخلصْ منها؛ لأنَّ شهودَ المراقبةِ لا يكونُ إلا مع بقائِهِ.



والمقصود: إنما هو الفناءُ والتخلصُ مِن نفسِهِ ومِن صفاتِهِا وما منها.



وقد عرفتَ أَنَّ فوق هذا درجةً أعلى منه وأرفعُ وأشرفُ، وهي مراقبةُ مواقِع رضا الربِّ، ومَساخطِهِ في كلِّ حركةٍ، والفناءُ عما يُسْخِطُه بما يحبُّ، والتفرُّق له وبه وفيه، ناظرًا إلى عينِ جمعِ العبودية، فانيًا عن مرادِهِ من ربِّه - مهما علا - بمُراد ربِّه منه، والله سبحانه وتعالى أعلم[25].


[1] أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 107 – 108).

[2] البخاري في فضائل الصحابة، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (3/ 1361) (3509).

[3] تاج العروس (1/ 274)، والقاموس المحيط للفيروزأبادي (1/ 75)، ولسان العرب (13/ 437).

[4] الفوائد (ص: 28) بتصرُّف، وانظر أيضًا: الصواعق المرسلة (4/ 1223)، وشفاء العليل (ص: 243).

[5] الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (1/ 402)، الدُّرُّ المنثور للسيوطي (2/ 425).

[6] النهج الأسمى (1/ 393 – 398).

[7] التفسير (4/ 152 – 153)، وانظر: (7/ 90).

[8] التفسير (22/ 24 – 25)، والأثَر الذي ذكره عن قتادة سندُه حسَن، واختار هذا المعنى البيهقيُّ في الاعتقاد (ص: 60).

[9] تفسير الأسماء (ص: 51).

[10] شأن الدعاء (ص: 71 – 72).

[11] المنهاج (1/ 206) ذكره في الأسماء التي تتبعُ إثباتَ التدبير له دُونَ ما سِواه، وتابَعه البيهقيُّ على ذلك في الأسماء، انظر: (ص: 99).

[12] المقصد الأسنى (ص: 74).

[13] الكتاب الأسنى (ورقة 375 ب).

[14] النونية (2/ 228).

[15] تيسير الكريم (5/ 301).

[16] في الأصل: رقيه، ولا معنى لها هنا.

[17] الكتاب الأسنى (ورقة 374 ب).

[18] رواه مسلم (1/ 37)، وانظر كلام النووي عليه في (ص: 239) من هذا الجزء.

[19] مدارج السالكين (2/ 65 – 66) باختصار.

[20] من مختصر منهاج القاصدين (ص: 398).

[21] مدارج السالكين (2/ 65 – 68).

[22] أخرجه البخاري (50) في الإيمان، باب: سؤال جبريل النبيَّ عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة، ومسلم (9) في الإيمان، باب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي الباب عن عمر رضي الله عنه.

[23] أخرجه مسلم (34) في الإيمان، باب: الدليل على أنَّ مَن رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا فهو مؤمن، مِن حديث العباس رضي الله عنه.

[24] أخرجه البخاري (16) في الإيمان، باب: حلاوة الإيمان، ومسلم (43) في الإيمان، باب: بيان خِصالٍ مَن اتَّصَف بهن وجَد حلاوة الإيمان، من حديث أنس رضي الله عنه.

[25] مدارج السالكين (2/ 65).

الموضوع الأصلي: الرقيب جل جلاله وتقدست أسماؤه || الكاتب: نور || المصدر: منتدى امسيات








عدد مرات النقر : 27
عدد  مرات الظهور : 1,277,8903
 توقيع : نور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
من مواضيع


رد مع اقتباس
قديم 03-21-2024, 05:51 AM   #2


AL-PRINCE متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 63
 تاريخ التسجيل :  Mar 2024
 أخر زيارة : اليوم (06:25 PM)
 المشاركات : 86,583 [ + ]
 التقييم :  71035
لوني المفضل : Whitesmoke

أوسـمـتـي

افتراضي



.
.
.
.
أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ..
دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم
الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ ،
لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ .


 
 توقيع : AL-PRINCE



رد مع اقتباس
قديم 03-21-2024, 08:19 PM   #3


نورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (06:30 PM)
 المشاركات : 206,892 [ + ]
 التقييم :  171182
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Goldenrod

أوسـمـتـي

افتراضي



موضوع قيم ومفيد


تعم المتعة والفائدة في هذا المتصفح


استمتعت بالمرور


وننتظر جديدك بشغف









 
 توقيع : نورة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
من مواضيع



رد مع اقتباس
قديم 03-21-2024, 09:47 PM   #4


المهره♕ متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 PM)
 المشاركات : 152,561 [ + ]
 التقييم :  103767
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Dodgerblue

أوسـمـتـي

افتراضي



جزاك الله خيراً
وَ جعله في ميزان حسناتك
شكراً لك


 
 توقيع : المهره♕

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
من مواضيع



رد مع اقتباس
قديم 03-24-2024, 11:21 AM   #5


عاشق الغاليه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 62
 تاريخ التسجيل :  Mar 2024
 أخر زيارة : اليوم (03:29 AM)
 المشاركات : 147,132 [ + ]
 التقييم :  145825
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Crimson

أوسـمـتـي

افتراضي



فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ


 
 توقيع : عاشق الغاليه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
من مواضيع



رد مع اقتباس
قديم 03-24-2024, 11:21 AM   #6


عاشق الغاليه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 62
 تاريخ التسجيل :  Mar 2024
 أخر زيارة : اليوم (03:29 AM)
 المشاركات : 147,132 [ + ]
 التقييم :  145825
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Crimson

أوسـمـتـي

افتراضي



فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ


 
 توقيع : عاشق الغاليه



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسماؤه, الرقيب, جلاله, وتقدست


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 06:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
This Forum used Arshfny Mod by islam servant