التفكير الاستبصاري : مميزات وعيوب

التفكير الاستبصاري : مميزات وعيوب

التفكير الاستبصاري : مميزات وعيوب

تعريف التفكير الاستبصاري

التفكير الاستبصاري مصطلح يطلق على تقنية التّفكير التي تم تطويرها من قبل عالم النفس فيلهلم فونت.
يختلف هذا النوع من التّفكير عن التفكير الناقد، حيث تعرف هذه التقنية باسم الملاحظة الذاتية التجريبية، أو نظرية الاستبطان أو نظرية فونت، هذا النّوع من التفكير قائم على تدريب الأشخاص على استثمار تفكيرهم من خلال تحليل طريقة التّفكير بمنتهى الموضوعية.
بشكل عام عملية التّفكير الاستبصاريّ عملية نفسية داخلية، تتضمن النظر إلى سريرة كل شخص بغية فحص أفكاره وتصوراته وعواطفه وأحكامه، لذا تعد عملية ببالغ الأهمية كونها تساعد أي شخص على الانخراط بالتفكير والبحث عن حل المشكلات.
يعالج التّفكير الاستبصاريّ الصحة النفسية، وقد يكون نوع من أنواع العلاج النفسي أو أنه يشتمل عليه، فهذه العملية قائمة على الغوص التأملي في الأفكار والعواطف والذكريات لفحص وعي عملية التّفكير عند الأفراد، والعمليات النفسية الداخلية القائمة عليها.
كما يساهم في تحسين مستويات الوعي الذاتي عند متبعيه، لأنه يربط بين الوعي الذاتي والبصيرة، ويرفع مستويات التّفكير لدرجات أعلى، فيكون التّفكير أكثر مرونة لإيجاد الحلول، والتّفكير بإيجابية.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من التّفكير يشير به المؤرخون إلى الأساليب العملية التي قام بها الفلسفي فونت، لكن التقنيات التي عرضها العالم وندت كانت أقوى من أساليب فونت، وأكثر دقة أيضاً.
مميزات التفكير الاستبصاري

المساهمة معرفة الشخصية.
تعزيز فهم سبب وطريقة التفكير.
إنشاء روابط بين الاستجابات.
تحسين القدرة على التعاطف.
تعزيز المهارات القيادية.
تتعدد مزايا التّفكير الاستبصاريّ حيث يمكن حصرها فيما يلي:
المساهمة معرفة الشخصية: يسهم التّفكير الاستبصاريّ في معرفة الفرد لشخصيته، وتعزيز فهمها بالشكل الأمثل، وزيادة الوعي الذاتي لمستوى أعلى مما يعزز الصحة العقلية، وزيادة الشعور بالسعادة.
تعزيز فهم سبب وطريقة التفكير: لأن هذا النوع من التّفكير هو الطريقة الوحيدة لفهم سبب وطريقة التّفكير، وذلك يكون من خلال عمليات التحليل الذاتي التي يقوم بها الفرد وصولاً إلى تطبيق هذا النمط من التّفكير.
إنشاء روابط بين الاستجابات: على سبيل المثال عند البحث بسبب حدوث مشكلة بين شخصين، قد يكون بسبب إحساس هذا الشخص أن الآخر يقلل من كرامته واحترامه، وهذا يعني أن هذا النمط من التفكير يساعده على إيجاد روابط بين الاستجابات.
تحسين القدرة على التعاطف: فكلما مكان لدى الفرد قدرة على فهم نفسه أكثر، كلما عظمت قدرته على فهم الآخرين، بالتالي زادت قدرته على التعاطف معهم أكثر.
تعزيز المهارات القيادية: يتطلب التفكير القيادي الثقة بالنفس والوعي الذاتي، وكلا هاتين الصفتين يسهم التّفكير الاستبصاريّ في تعزيزهما، فالأشخاص القادرين على فهم أنفسهم داخلياً، قادرين على التفكير بقيادية، واتخاذ القرارات.
عيوب التفكير الاستبصاري

الإصابة وهم الاستبصار.
الوقوع بالتحيزات المعرفية.
الإصابة بالهوس.
الدخول في حالة اكتئاب.
حيث يمكن أن تظهر عيوب التّفكير الاستبصاريّ تظهر في مخيلة بعض الأشخاص الذين يحكمون على بعض الناس من خلال سلوكياتهم الخارجية، وفيما يلي أبرز العيوب:
الإصابة وهم الاستبصار: قد تؤدي تلك المخيلات إلى التحيز لبعض الأشخاص، وذلك من دون توفر أي معلومات دقيقة عن هؤلاء الأشخاص، يبدي المريض هنا ثقتةً كبيرة في صحة تفسيره، هذا ما يعرف باسم وهم الاستبصار.
الوقوع بالتحيزات المعرفية: تعد تلك التحيزات المعرفية مثالاً قوياً يدل على عدم إدراك الناس بأفكارهم وتحيزاتهم، بالرغم من ذلك لا يزالون يميلون إلى أن يكونوا شديدي الثقة في تأملاته الذاتية، من الممكن أيضاً أن يظهر التحيز نفسه في أثناء الدراسات البحثية من خلال استخدام التّفكير الاستبصاريّ، لذا فأنه من الضروري جداً خضوع المراقبين إلي التدريب قبل الباحثين، وذلك لوجود احتمال دائم يؤدي إلى تحيز للنتائج، قد يفكر المراقبون بالتحيز جراء انخراطهم في التّفكير الاستبصاريّ أو من خلال الشعور بالتحيز بسبب تدريبهم وتأثرهم والمجربين.
الإصابة بالهوس: وهي حالة من الهوس بالأشياء تنتاب بعض الأشخاص، وتجعلها تدور في أذهانهم مما يؤدي إلى التفكير العميق وهذا ما يعود عليه بآثار سلبية عقلياً.
الدخول في حالة اكتئاب: أجرى الباحثون دراسة على المراهقين المصابين بالاكتئاب، وجدوا من خلالها أن هؤلاء المراهقين يميلون إلى الاستبطان غير التكيفي مع ظهور مستويات عالية من الاجترار، والتي تسهم بدورها في تفاقم تلك الأعراض النفسية.
أمثلة على التفكير الاستبصاري

معرفة النتائج.
تقييم الأداء.
المنطقية.
التحيزات المعرفية.
التنبؤ.
الوعي.
دراسة السلوك.
دراسة الشخصية.
تحقيق الوعي الاستبطانيّ.
كثيرة هي الأمثلة الحياتيّة عن التّفكير الاستبصاريّ، يمكن حصر هذه الأمثلة على النحو التالي:
معرفة النتائج: ويكون ذلك من خلال استخدام هذا النّمط من أنماط التّفكير على السلوكات والأفكار التي يقوم بها الفرد وصولاً للنتائج.
تقييم الأداء: يكون تقييم الأداء في قدرة أي فرد على التحكم في أدائهم العقلي والنفسي والعاطفي، والقدرة على تفكير وتخيل الأداء الإيجابي والسلبي، مثلاً القبول في المقابلة الوظيفية على الرغم من التعامل مع مدير الموارد البشرية بعصبية، أو التعامل بهدوء مع الرفض أثناء المقابلة.
المنطقية: هو استخدام المنطق والفلسفة المنطقية في دعم الحجج، وعلى الرغم من دعم المنطق للتفكير إلا إن أي شخص سرعان ما يكتشف أن تفكيره خاطئ، لأن الإنسان محكم بالعواطف والعادات والتقاليد التي تجعله يفكر بطريقة غير منطقية، لذا نستخدم هذا النّوع من التفكير.
التحيزات المعرفية: عند كل شخص تحيزات معرفية تجاه موضوع أو أمر ما خاصة به دوناً عن غيره، عند استخدام التّفكير الاستبصاري يتم التخلص من هذه التحيزات.
التنبؤ: التنبؤ بالأحداث المستقبلية، أو الكشف عن طريقة التفكير أو التصرف تجاه أمر ما، هو من الأمثلة على هذا النوع من التّفكير، نحو التنبؤ بطريقة حل مشكلة ما سوف تواجهك في المستقبل.
الوعي: أي التفكير بأكثر منطقية، وتسخير الحواس والأفكار من أجل معالجة أمر ما، على سبيل المثال: اكتشاف سبب الدوار الصباحي والقيء.
دراسة السلوك: عندما يقف أي شخص كطرف ثالث في دراسة السلوك، سوف يكون تفكيره حيادي ومستقل، وهذا ما يدعمه التّفكير الاستبصاريّ.
دراسة الشخصية: من الأمثلة الأكثر شيوعاً عن هذا النوع من التّفكير القدرة على فهم الإنسان لقدارته العقلية والسلوكية، وهي الصفات التي تميز بين شخص وآخر، وهذا نحو محاولة الشخص العصبي إدارة سلوكه.
تحقيق الوعي الاستبطانيّ: حيث أن الوعي الاستبطانيّ عبارة عن تحيز معرفي لدى الشخص، يبين مدى معرفتهم بأنفسهم، فعلى سبيل المثال: يتنبأ شخص ما بمشاعره تجاه موقف ما لكنه عندما يتعرض للموقف حقيقةً يحدث سلوكاً غير متوقع.
خطوات التفكير الاستبصاري

عدم المغالاة في التأمل.
انتقاء الأسئلة.
التأمل في الأسئلة.
تحقيق الوعي الذاتي.
هناك أربع خطوات يجب الالتزام بها عندما يتعلق الأمر في التّفكير الاستبصاريّ، لذا فيما يلي يتم عرض الخطوات التفصيلية لذلك:
عدم المغالاة في التأمل: تشير الأبحاث أن الأشخاص الذين يغالون في التأمل يقلقون أكثر، ولا يكونوا قادرين على إيجاد حل، لأنهم يصابون بالقلق.
انتقاء الأسئلة: يمكن أن يكون السؤال الذي سوف يوصل لحل المشكلة بسيطاً للغاية، ونصب العين، لكن التفكير بطريقة معقدة، وطرح الأسئلة الأكثر تعقيداً يمكن أن تزيد من تعقيد المشكلة، لذلك يجب أن تكون الأسئلة سهلة واضحة مفهومة تدور في صلب الموضوع والمشكلة المطروحة.
التأمل في الأسئلة: بعد إحصاء الأسئلة، يجب التأمل فيها، وفحصها واحد تلو الآخر لمعرفة أيها أكثر مناسبةً للموضوع المطروح، باختصار يجب نخب الأسئلة التي تم إعدادها مسبقاً، وتجريب أثرها للوصول إلى الحلول الأكثر صحة للمشكلة.
تحقيق الوعي الذاتي: عند تكرار الخطوات المرفقة أعلاه، وتطبيقها في كل مرة على عملية التفكير سوف نصل بالنهاية إلى الوعي الذاتي، فالوعي الذاتي واحدة من مهارات التّفكير الاستبصاريّ، بل أنها جزء لا يتجزأ عنها، والوعي الذاتي ليس وليدة اللحظة، بل يحتاج للعمل والتدريب لبلوغه، وهذا ما يتحقق باتباع خطوات التّفكير التي تم توضيحها.

الموضوع الأصلي: التفكير الاستبصاري : مميزات وعيوب || الكاتب: نورة || المصدر: منتدى امسيات

ولكل ذكرى حنين ,قَـلـبْღ معجبون بهذا

المصدر: منتدى امسيات - من قسم: التنمية الادارية وتطوير الذات

المصدر: منتدى امسيات - من قسم: التنمية الادارية وتطوير الذات

	جزاكي الله الف خير على هذه الكلمات الرائعة وعلى هذا الجهد الرائع الذي تقدمونه من آجل هذا المنتدى العالي

	آسال الله الكريم ان يجعلها في ميزان حسناتك وان يجمعنا واياكم في مستقر رحمته هو ولي ذلك والقادر عليه وآسال الله لكم كل التوفيق والنجاح ... والتميييز الدائم وشكراً لكي على هذه الكلمات التي تدل على ذوقك

يسلموا
وجزيل الشكر لك

باقات من الورد
الجوري لأرواحكم النقية
بارك الله فيكم وأرضاكم
واصلوا اتحافنا بكل جديد ومفيد
وألأمثل لمنتدانا الغاليٌ