لا يعرِفُكَ حقَّ المعرفةَ إلا من عاشركَ، عشرةَ الصّوت و الصّورة، لا الكلمات و النصوص و الرسائل فقط.. من رآكَ عند الغضب، و عندَ الحِلم، من رأَى ابتسامة ثغركَ حين
لا يعرِفُكَ حقَّ المعرفةَ إلا من عاشركَ، عشرةَ الصّوت و الصّورة، لا الكلمات و النصوص و الرسائل فقط..
من رآكَ عند الغضب، و عندَ الحِلم، من رأَى ابتسامة ثغركَ حين تبتهج، و بريقَ عينيكَ حين تُحب..
من وقفَ على انطفائك، و لاحظَ ارتجافة يديكَ عندَ القلق،
من عايشَ انهزامكَ و لمسَ ضعفك حين اتكأت على كتفه..
من أبصرَ حقيقة معدنك، و رأى مزاياك كما يرى عيوبك،
هو الذي لا يتغيّر عليك بتغير أحوالك لأنه يدرك حقيقة الضعف في انسانيّتك..
لا يعرفك صدقًا إلا من بكيت بين يديهِ و نار ضميرك ملتهبة بعد الخطأ، من واقعَ جهاد نفسك للعودة إلى الصراط..
لا يعرفُكَ حقّا إلا من رآك في كل حالاتك، عند الزينة و خلافها، في الضعف و القوة، عند الذل و العِزّة، عند الخصام و الصلح..
لا يعرفك حق المعرفة و كمالها إلا الذي جمعتك به المواقف و كثرتها و تنوع أحداثها.
في الحقيقة إن الذي يعرفُك هُو الذي عاشَكَ.ورغم هذه المعرفة، يبقى جزء منك خفيّ لا يعرفه الناس عنك
وإن عاشروكَ وفهموك ودرسوكَ ذلك لأنه كما قال الرافعي " في كل إنسان تعرفه إنسانٌ لا تعرفه"
وهذا لا يُنقص من الود شيئًا و لا يُعابُ الآخر بعدم معرفته لهذا الجانب،
ذلك بأنه لا بدّ للإنسان أن يكونَ فيهِ جُزءٌ لا يعرفهُ الناس عنه، ويحتفظُ بتفاصيله لنفسه